بفضل كون النص غير منقح يمكننا تمييز فقراته البعض منها عن البعض الآخر، وذلك لأن عددا منها تنطبق كثيرا على المصادر المختلفة التي نقلت عنها. ذلك ولا يوجد دليل على أن ابن سلام اتبع منهج أي من المصنفات التأريخية المعروفة في زمانه. من ناحية أخرى لا يوجد ما يدل على أي تأثير على تأليف ابن سلام من خارج الحضارة العربية الإسلامية. عدا ذلك لم يطلع هذا المؤلف على الكتاب التأريخي الإباضي الذي نعرفه من خلال ما نقل عنه الدرجيني والشماخي وهو كتاب أبي سفيان محبوب بن الرحيل العبدي زعيم إباضية البصرة في نهاية المائة الثانية ه ( الثامنة م ) (15).
فتعرض على القارئ في اطلاعه على كتاب ابن سلام مجموعة من الفقرات تعد إما من الحديث الإسلامي أو من علم التفسير أو من التراجم والطبقات أو من التأريخ دون أن تكون الفقرة الواحدة على أحد هذه المناهج بأسرها. أما حسب مشروع ابن سلام في تأليف كتابه ونظرا إلى مواضيع الفقرات المختلفة فكان المؤلف قد يدعا إلى تطوير مناهج التصنيف التقليدية ليصل إلى شكل جديد ومناسب لخطته. ولم يتمكن ابن سلام من الاعتماد على مؤلفات الإباضيين المغاربة في محاولته هذه، ولذلك وجد صعوبات جمة في تحقيق هدفه. ومع ذلك لا نستطيع أن نبدي رأيا نهائيا في إحرازه التقدم المطلوب لأنه لم يتم عمله. وحتى اكتشاف المصادر التي أخذ عنها مباشرة لا يمكن إصدار تقييم حول طريقة استخدامه لتلك المصادر.
----------------------------------------
(1) - انظر ص119 ج11.
(2) - انظر فرانز روزنطال ( 1947، ص6- 7 ).
صفحه ۳۴