وفي هذا الوقت والحين وصل الخبر من بندر المخا، وذلك المحل الأقصى يذكرون أن الفرنج الذين تقدم ذكرهم وصلت خشبها، وركزت في ساحلها، ومنعت الداخل إليها وجملتهم أحد عشر مركبا، فكتب السيد الحسن بن مطهر صاحبها إلى ما قرب منه من العساكر للتحفظ على البندر من ثائرة الساكن، فوصل إليه صنوه من العدين في أربعمائة نفر، ومن زبيد حول مائة نفر، ومحمد بن أحمد بن الحسن استقر بحيس إذا احتيج إلى غارة وصل، فاستقر الأمر هكذا. وأهل المخا محافظون على دواير البندر في الليل والنهار، وقلعة فضل فيها رتبة من قبل السيد الحسن قدر شهر كامل لا يدخل إلى البندر داخل من [21/أ]البحر، ثم وقعت المراسلة بين السيد الحسن وبين الفرنج للصلح. وكان أول مطلبهم أن يسلم السيد الحسن جميع قيمة ما راح على أصحابهم فيما مضى لما قصدهم أصحاب العماني إلى باب المخا، فأجاب عليهم السيد: إنكم سلموا ما أخذتم في باب المخا على المسلمين ونحن نسلم ما راح عليكم من المسلمين، فقالوا: بعد ذلك يسقط على من دخل المخا منهم بسبب ما زاده السيد زيد من المأخوذ عليهم، ويجري ما كان سابقا من وقت الحسن بن الإمام لهم، فأجابهم السيد الحسن إلى مطلبهم، وعقد الصلح بينه وبينهم ودخل منهم البعض الذين معهم، وسار الآخرون بلادهم. هذا جملة خبرهم، وقيل: إن السيد الحسن بذل لهم شيئا من المال، والله أعلم.
وفيها شرع أحمد بن الحسن بإخراج غيل عند الحمراء ، فلما استمر العمل في ذلك المجرى انهدم على الحفارة، فهلكوا فيه على تلك الحالة، قدر سبعة رجالة، فترك عند ذلك تمام أعماله.
صفحه ۳۲۳