قال في القاموس: الدبابة مشددة آلة للحرب وقد كان يتخذها بنو أيوب وبنو رسول باليمن في مدتهم، وعلي بن صلاح كان يتخذها كما في سيرته. ووصف لي بعض من كان حاضرا بمكة وقاطنا بها هذه المدة يقول: جملة عدد عسكر الوزير حسين لما أقلموا للعدد بالقلم عقب الموسم إحدى عشر ألفا من غير الخيل والخدم، فرجعوا من السعدية يوم رابع شهر الحجة،وكان أرسل فرحان ببعض الوديعة التي معه إلى الشريف سعد، بعد أن أرسل لها وهو يومئذ بمكة فقبضها، ووقع مع أصحاب فرحان بالهضب وقعة، فراح من القبائل أربعة أو خمسة، وسببه أنهم أغاروا على آخر القافلة حال الشداد، وقد سار أولها، فارادوا الانتهاب لآخرها، فمنع أهلها وارتجموا، ثم عاد فرحان عليهم ورماهم بالبنادق، فراحوا بعد ذلك وهربوا، وسلمت القافلة من النهب. واستمر سير الحاج فرحان ومن معه في الليل والنهار حتى بلغوا القنفذة ، وكتبوا الكتب إلى اليمن بحرا منها وهم جاءوا برا، وخرجوا إلى أبي عريش ، ولحق وزير سعد إلى حلي [20/ب] هاربا ببعض أولاده ومماليكه، واجتمع بفرحان حتى وصل معه إلى حضرة الإمام بضوران. وهذا هو السبب الذي أشرنا إليه سابقا من الجاري من الأشراف بمكة المحروسة، وما غرسوه من هذه المحنة على جملة المسلمين كافة في حرم الله وأمنه، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم.
صفحه ۳۲۲