وأكثر الذكر لما قلت بي الحيل مع أن الاتفاق بين أهل السنة والمعتزلة ومن وافقهم من الهادوية أنه لا يجوز التقليد في أصول الدين، وقد أمعنت النظر في الآيات القرآنية والتفاسير الأثرية والمعاني العربية والأحاديث النبوية والنقل للأثار عن الصحابة والتابعين وعلماء السلف الماضين من أهل البيت الأولين، وغيرهم من العلماء العاملين، فلم أجد عقائدهم إلا على مقتضى عقائد أهل السنة المحققين، كما نقلنا أقوالهم، وتتبعنا آثارهم أجمعين. وقد جريت على ذلك المنوال، باتباع الأدلة والآثار في المسائل الفقهية، وصنفت أيضا في ذلك كتابي (الدلائل) في ثلاثة مجلدة والله الموفق للصواب [19/أ].
وفي هذه الأيام دخل جماعة من الفرنج الملاعين إلى جزيرة سقطرى من بلاد المهري ، فصالحهم، وسكنوا في مكان منها يقال له: (قشن ) . وكان قد أهم الإمام بتجهيز زيد بن خليل الهمداني، ودفع الفرنج عن القرار بساحل بلاد المهري، ثم أنه بلغه في خلال ذلك الأمر المذكور تجهيز محمد شاوش من مصر إلى جهات مكة وتلك الثغور، فترك ما كان أهم به أولا وطوى شأنه طيا.
وفي خامس شهر ذي الحجة وصلت كتب من الشقيق وجازان يذكرون أنه بلغهم خروج محمد شاوش من مصر بجنود معه، وأصل محمد شاوش هذا من اليمن.
وفي عشرين ذي الحجة وصل كتاب من جازان يخبرون أن حال عزمهم من جدة، ووصل محمد شاوش بقدر ثلاثة آلاف، سابع عشر شهر القعدة، وطرحوا خارج مكة قيل: بالعمرة وقيل: ببركة ماجد[19/ب]. والشريف سعد عند ذلك أمر بلال من المماليك إلى محمد شاوش لأجل الكسوة، فأعطاه محمد شاوش المعتاد، وسكن بذلك الوهاد، وذكروا أن حال عزمهم من جدة، وقد بلغهم تجهيز الوزير حسين مع المحمل الشامي.
صفحه ۳۲۰