وفي هذا الوقت يسر الله لي تمام تبييض مصنفي (الاقتباس) إلى آخره بحمد الله، الذي اشتمل على خمسة فنون: النحو، والصرف، والبلاغة، وأصول الفقه، وأصول الدين، في أربعة مجلدة، وكان الفن الآخر توسعت فيه، فكان في مجلدين، نصف الكتاب أو يزيد عليه، واستوفيت الكلام في أصول الدين، ونقل أقوال العلماء من أهل السنة وأقوال السلف وأقوال المعتزلة والأشعرية والحنفية والمالكية والحنابلة، مما ساق الدليل إلى قوة مذهب السلف ووافقه أهل السنة، ولما كان المنصف من أهل هذه البلاد كالعدم، والتقليد قد لصق بالأكثر، وعم. قلت:
في مثل تقريري لا يحسن العذل
وإنما الناس أعداء لما جهلوا
رأوا تخير قولي في علومهم
فأوسعوا القول إذ ضاقت بي الحيل
لو أنهم عرفوا في الحق معرفتي
لشأنهم عذروا من بعد ما عذل
ياجاعلي خبري بالهجر مبتذلا
لا عطف منكم ولا لي عنكم حول
رفعت حالي ورفع الحال ممتنع
إليكم وهو للتمييز محتمل
كم كتمت حقائق علمي لا أبوح به
والأمر يظهر والأخبار تنتقل
كيف السبيل إلى إخفاء سنته
والقلب منقلب والعقل مقتفل
وبت أخفي أنيني عن أن أبوح به
توهما أن ذاك الجرح يندمل
لأنني في بلاد لا يعرفون سنته
ولا ما يقول الرسول والكمل
وسرت أراجع مسترشدا دفاترهم
لا يصدق القول حتى يصدق العمل [18/ب]
غابوا وألحاظ فكري تمثلهم
لأنهم في ضمير القلب قد نزلوا
وخلفوني أعض الكف من ندم
صفحه ۳۱۹