وفي هذه الأيام سار كثير من أهل كوكبان وشبام إلى الحضرة العالية شاكين من الأمير عبد القادر بأنه تأخر بعض ما يعتادونه من التقارير لهم من الماضي والحاضر، فأرسل الإمام معهم الفقية محمد بن عز الدين الأكوع، الذي كان مع الحسن بن الإمام[17/ب] القاسم خازنا ومعاونا، فأراد العذر لكبر السن، فألح عليه الإمام وقال: المراد إنما هو المشارفة على محصول البلاد، فسار المذكور واطلع على الدفاتر، ورقمها للإمام، لمعرفة الماضي والحاضر.وكان خرج مع الخارجين من شبام وكوكبان السيدان محمد بن إبراهيم بن مفضل ، والسيد يحيى بن أحمد الحمزي واستنكرا ما كانا يألفان من الأمير ناصر من الإحسان وقبول الشفاعات والإجلال، غررا منهما، وعدم معرفة حال غيرهما، فوصل السيد محمد إلى وادي ضهر ، سكن وعمر فيه داره، والسيد يحيى شرى دارا بصنعاء وسكنه، ثم ندما بعد شراء ذلك وتأسفا لما عرفا بالحالات، وأن التقصير من عبد القادر إحسانا كما قال الشاعر:
وبضدها تتبين الأشياء
وفي هذا الشهر جاءت الأخبار بأن القضية الواقعة في مكة لما وصلت مسامع السلطان، وعرف حقائقها بالتقرير والبيان، اغتاض من ذلك وأبرزت أوامره إلى مصر بأن (بينه عاد) جدة والباشا حسن حتى ينظر، فأمر صاحب مصر بعينه إلى جدة.
وفي هذه الأيام سرق بيت القاضي علي بن جابر الهبل ، قاضي الشريعة بصنعاء، وكان المذكور في الخريف بأولاده، فراح بعض شيء كان وديعة لأيتام قاصرين، فحصل اشتجار بين الوارم المحتسب على المدينة وبين أصحابه، أرادوا قسمتها بينهم، فغلب المحتسب عليها، فأخبر أصحابه والي المدينة أنها مع المحتسب، وأنه السارق لها، وأنها في موضع كذا، فوجدت كما وصفوا، هذا هو الأصح في خبرها، وقيل: أنه عرض أمرها على الفقيه أحمد[18/أ].
صفحه ۳۱۸