وفي هذا الشهر عرض الإمام على ولده أحمد ولاية بلاد ذمار فأباها وقال: يريد الإذن له في عودة شهارة ، وتوليته لبلادها، لمحبته للوطن، كونه نشأ فيها، فولاه نصف بلاد عذر ، وامتدت يده في الآداب أينما نهى وأمر، وعارض بذلك حسين بن الإمام المؤيد في أمور كثيرة، وصار يقالله فيما يفعله من السيرة، حتى أن الشاكي إذا شكى إلى حسين بن المؤيد، وفرض عليه من الأدب والأخذ باليد نقض ذلك أحمد المذكور عمل ابن المؤيد، فحصل في نفس الحسين كظم الصدر من هذا الأمر، وعدم التوقير للكبير، وما يتوجه من المراعاة من الصغير، حتى بلغ به الحال أنه لما وفد عيد الأضحى في بعض السنين خرج عن شهارة، كراهة للاجتماع لما رأى من هذه الأمور المنهارة، وأظهر التمشية بذلك قبيل العيد، وعيد في قرية الصاية ودخل بعد مضي العيد. وقد صار هذا الأمر في هذه العالة الآخرة هو الغالب لهم والسجية، حتى لقد قوض بيارقه وطبوله توقيا من ثائرة الاشتجار والفتنة لما رأى من شدة النخوة، وكتب إلى الإمام يعذره عن الأعمال وكان ظنه، أن الإمام ينهى ولده عن المعارضة له، فجاء الأمر، خلاف ظنه فاغتم من ذلك الأمر، وأمر الإمام لولده أحمد حينئذ يريح وطبوله والعلم لعسكره.
ويروى أن الإمام كان أمره بالخروج على الحرامية بتهامة، فاعتذر، فما زال حاله إلى الانصياع، حتى مات أمره وضاع.
صفحه ۳۱۷