فهل، من، أي، كيف، أين، متى، لم وتاسعها كم فاحرز وتفطن انتهى". وقول الناظم: (وأنه فرد..إلى آخره) أتى بالخبر مؤكدا لاقتضاء المقام ذلك؛ فإنه لما ذكر أولا الألفاظ التي لا تجوز على الله سبحانه سارع في تنزيهه عن كل ما لا يليق به فحسن تأكيد الخبر وقوله: (فرد) لاشريك له ولا أجزاء فيسأل عنه بكم وأي، وقوله: (قديم) أي سابق على كل شيء فلا يسأل عنه بكيف، ولا جنس فيسأل بمن، ولا حادث فيسأل عنه بلم ومتى، وقوله: (قاهر) أي غالب لامكان له(_( ) والعلو الحسي الذي يعتقده البعض والذي رفضه الكثير من الأعلام على اختلاف مذاهبهم يرده في هذا الزمن اكتشاف أن الأرض كروية وإن كان قد نبه على هذا أيضا من المتقدمين العلامة أبو يعقوب الوارجلاني في "الدليل والبرهان" وابن حزم الأندلسي في "الفصل" إلا أن بعض الناس يعتقد أن الأرض مسطحة وأن السماء فوقها وأن العرش والذات العلية فوق ذلك كما هو تصور الناس في الأزمنة الغابرة، وهذا تنكره الهيئة التي خلق الله تعالى عليها هذه البسيطة ويردها العلم الحديث ففكرة العلو مردودة بهذا الأمر الذي لا مماحكة فيه، فاختلاف جهة العلو على مستوى بلدان العالم لا انفكاك عنه لكروية الأرض، فمن تشبث بفكرة العلو الحسي فليبين أي اتجاه يريد العلو أهو الذي يتناسب مع بلاد الصين واليابان أم العلو الذي الذي يتناسب مع بلاد الجزائر والمغرب فإن علو هذا معاكس لعلو ذاك، فليفق من يزعم غير هذا، وأدلة الإباضية وبعض الأشاعرة في نفي العلو الحسي وإرادة العلو المعنوي مبسوطة في كتبهم انظر (معالم الدين) للعلامة الثميني (1/172 ط التراث).
صفحه ۸۸