ولفظة (أين الله) في حديث الجارية الذي يستدل به البعض رد عليها العلماء بأنها شاذة وذلك لورود روايات لتلك الواقعة من طرق صحيحة يقول لها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها: »أتشهدين أن لا إله إلا الله؟« بدلا من لفظة: (أين الله). التي أتت من رواية الحديث بالمعنى عند ناقلها وقد روى حديث الجارية بلفظ: »أتشهدين أن لا إله إلا الله؟«. من طرق صحيحة عند الإمام أحمد في "مسنده" برقم [15749] والإمام مالك في "الموطأ" ص(777 ط.عبدالباقي) والدارمي في "سننه" برقم [2348] والطبراني في "الكبير" برقم [12369] وعبدالرزاق في "مصنفه" برقم [16814 و16815] وغيرهم وعن سند الإمام أحمد يقول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/445): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وجاء أيضا بطرق ثابتة بلفظ: (»من ربك؟«. قالت: الله). فقد رواها بهذه اللفظة الإمام أحمد في "مسنده" برقم [19474 و19484 دار الكتب العلمية] وابن حبان في "صحيحه" [1207 زوائده: موارد الظمآن] وهي في ترتيبه "الإحسان" برقم [4296] والنسائي في "السنن الصغرى" (6/252) برقم [3653] والبيهقي في "الكبرى" برقم [15266] والطبراني في "المعجم الكبير" (7/320) برقم [7257] وفي (17/136) برقم [338].
وأما رواية: (أين الله؟. قالت: في السماء أو فأشارت إلى السماء). التي في "صحيح مسلم" فهي مدرجة فيه ممن توهم أن فيه نقصا ولذا فهي ليست ثابتة يدلك على هذا قول البيهقي في "الأسماء والصفات" ص(422): "قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف عن يحي بن أبي كثير دون! قصة الجارية!!". والبيهقي لم يشتري كتابه من المطابع والمكتبات بل كانوا يتلقون مثل هذه الكتب بالسماع عن الشيوخ ويعرضونها عليهم، على الخصوص إذا كان الأمر يتعلق بالصحيحين فيكون كلامه حجة هنا.
صفحه ۸۹