فإذا سأل بأين؛ فإنما سأل عن مكان فيقال له: في مكان كذا وكذا بالمشرق أو بالمغرب أو بمكة أو بالمدينة. فإن: سأل لم كان ؟. فإنما سأل عن علة، فيقال له لعلة كذا وكذا.فإذا سأل بمتى فإنما سأل عن زمان ماض أو مستقبل، فيقال له: كان في الأمس أو يكون غدا؛ وقد ذكرها أبو نصر النفوسي(_( ) العلامة أبو نصر فتح بن نوح الملوشائي، من علماء الإباضية عاش في النصف الأول للقرن السابع الهجري وولد في مدينة (تملوشايت) من ضواحي "نفوسة" في ليبيا حاليا، تلقى المبادئ الأولية في بيته ثم انتقل إلى المدرسة الكبرى التي كان يشرف عليها خاله أبو يحي زكريا بن ابراهيم فكان نعم التلميذ لنعم الأستاذ، وله على أستاذه هذا مرثية رائعة وكان أبو نصر لغويا حتى أنه قرظ كل ما ألفه شعرا. قال الشيخ علي معمر: "بلغ في الدراسة مبلغا لا يصله إلا القليل من عباد الله المختارين؛ ثقافة واسعة وخلق رضي، وإيمان قوي وشدة في دين الله، وقيام بالحق لا يقوم به إلا عدد ضئيل من أصحاب المبدأ والدين والضمير. إذا ترافع إليه الناس للخصومة جعل بينه وبينهم سترا من باب أو جدار أو غيره حتى لا يغلبه الحياء فيميل مع أحدهم .. أما ليله الذي يبتدئ بعد نهاية الدروس التي يلقيها في المسجد بعد صلاة العشاء لعموم الناس، فقد كان يقسمه قسمين؛ قسم لمذاكرة العلوم ومراجعة الأسفار الضخمة والتحقيق العلمي الذي يحتاج إليه. وأما القسم الآخر فخاص بعبادة ربه يناجيه فيه ويستلهمه الهداية والتوفيق والبركة، وعند الصباح كان يشتغل بالتدريس لينشئ جيلا من الشباب الواعي يتحمل عنه رسالة الإسلام". ا.
صفحه ۸۶