وقوله: (وكم) أي لفظة كم سؤال يطلب بها تعيين العدد كقوله تعالى: { كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } الكهف : 19 فهذه الألفاظ كلها يمتنع السؤال بها عن الباري سبحانه، وكذلك ما كان بمعناها (كأنى) {فانها تارة بمعنى كيف كقوله تعالى: { فأتوا حرثكم أنى شئتم } البقرة : 223 وأخرى بمعنى من أين كقوله تعالى: { أنى لك هذا } آل عمران : 37 أي من أين لك هذا.و(كأيان) فإنها بمعنى متى مطلقا عند النحويين نحو قوله تعالى: { يسئلونك عن الساعة أيان مرساها } الأعراف : 187 أي متى، وكقوله تعالى: { يسأل أيان يوم القيامة } القيامة : 6 أي متى يكون. و(كحتى) فانها بمعنى إلى متى يكون هذا الشيء قال في "شفاء الحائم على بعض الدعائم": "..وقد قالوا إن السؤال كله عن تسعة أشياء أولها السؤال بهل وهو لأنك انما تسأل أولا عن عدم الشيء ووجوده وجوابه موجود أو معدوم، فان قال معدوم فقد بطل وان قال موجود فحينئذ تسأل بما هو، وانما تسأل بها عن الجنس خاصة فتقول: ما هو ؟. تعني أي جنس هو، فيقال: إنه محدث، جسم، حيوان، إنسان، عرض، حركة، سكون. فإذا سأل بمن؛ فإنما يسأل عن انسان خاصة، فيقال له: أعرابي، تركي، أخ، ابن. فإذا سأل بأي فإنما سأل عن قصد واشارة، فيقال له: هذا وذاك. فإذا سأل عن كم هو ؟ فإنما سأل عن عدد، فيقال له: واحد اثنان ثلاثة.فإذا سأل بكيف؛ فإنما سأل عن حال وصفة، فيقال له: حي أو ميت، أبيض أو أسود، حلو أو حامض.
صفحه ۸۵