على الحاوى وَعمل قِطْعَة على شرح الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ وَكَانَ أديبًا فَاضلا متعبدًا كثير الصَّدَقَة وَالْحج والمجاورة سريع الدمعة قَائِما مَعَ أَصْحَابه وَولى قَضَاء الشَّام عوضًا عَن أَخِيه في سنة ٧٦٢ فأقام سنة وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظًا للوظيفة على أَخِيه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ شرع في شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ قِطْعَة لَطِيفَة في مُجَلد وَلَو أتمه لَكَانَ عشر مجلدات أَو أَكثر وَقَالَ وَالِده الشَّيْخ تقي الدَّين لما درس وَلَده هَذَا
(دروس أَحْمد خير من دروس علي ... وَذَاكَ عِنْد عليّ غَايَة الأمل)
وَكَانَ من رحّالي الْعَالم وَكَانَ أَبوهُ قاضي الشَّام فكثرت جهاته واتسع مَاله لِأَنَّهُ نَاب عَن وَالِده في جَمِيع جهاته وَضم إِلَى ذَلِك وظايف عدَّة وَكَانَ إِذا مَاتَ من لَهُ تدريس أَو نَحوه سعى فِيهِ لنَفسِهِ وَمَات مجاورًا بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة ٧٦٣ ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة وَبَعض أشهر
(٤٨) السَّيِّد احْمَد بن علي بن محسن بن الْأَمَام المتَوَكل على الله إسماعيل بن الْقَاسِم الصنعاني
ولد تَقْرِيبًا سنة ١١٥٠ خمسين وَمِائَة وَألف واشتغل بِطَلَب الْعلم بعد أَن قَارب الْخمسين من عمره ثمَّ قَرَأَ عليّ في النَّحْو وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَأدْركَ إدراكًا كَامِلا لاسيما في الْعُلُوم الآلية وفهمه جيد وفكره صَحِيح وتصوره حسن وإدراكه كَامِل وأكبَّ على الِاشْتِغَال عليّ نَحْو عشر سِنِين مَعَ جمَاعَة من الطّلبَة ثمَّ جرى بَينه وَبَين بَعضهم مَا يجري بَين أمثالهم من المنافسة فانزعج وَمَعَ كَثْرَة تحيله ظن أَنى مُؤثر لمن نافسه عَلَيْهِ فَصَارَ بعد ذَلِك يرْوى ماقد
1 / 82