زَادَت على مائتي مُجَلد وَأَن كبار شُيُوخه بلغت سِتّمائَة نفس وَكَانَ متبحرًا في التَّارِيخ على اخْتِلَاف أَنْوَاعه ومؤلفاته تشهد لَهُ بذلك وإن جَحده السخاوي فَذَلِك دأبه في غَالب أَعْيَان معاصريه وَكَانَ حسن الْخِبْرَة بالزايرجة والأسطرلاب والرمل والميقات قَالَ ابْن حجر فِي تَرْجَمته لَهُ النظم الْفَائِق والنثر الرَّائِق والتصانيف الباهرة خُصُوصا في تَارِيخ الْقَاهِرَة فإنه أَحْيَا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وَترْجم أعيانها قَالَ وَكَانَ حسن الصُّحْبَة حُلْو المحاضرة مَاتَ في عصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشر رَمَضَان سنة ٨٤٥ خمس وَأَرْبَعين وثمان مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمن شعره
(سقى عهد دمياط وحيّاه من عهد ... فقد زادني ذكرَاهُ وجدًا على وجدي)
(وَلَا زَالَت الأنواء يسقى سحابها ... ديارًا حكت من حسنها جنَّة الْخلد)
(٤٧) (أَحْمد بن علي بن عبد الْكَافِي بن يحيى بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن سليم السُّبْكِيّ
أَبُو حَامِد بهاء الدَّين ولد بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٧١٩ تسع عشرَة وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار في الْخَامِسَة وَسمع علي الدبوسي والبدر بن جمَاعَة وبدمشق على ابْن الجزري والمزي وَغَيرهمَا قَالَ الذهبي في المعجم الْمُخْتَص الْأَمَام الْعَلامَة الْمدرس لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى وساد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وأسرع إليه الشيب فاتقى وَهُوَ في حُدُود الْعشْرين قَالَ ابْن حجر وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى في علم اللِّسَان الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَله عروس الأفراح شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح أبان عَن سمعة دَائِرَة في الْفَنّ وَله تَعْلِيق
1 / 81