وحمدت سيرته في مباشراته كلهَا وَكَانَ قد اتَّصل بِالظَّاهِرِ برقوق وَدخل دمشق مَعَ وَلَده النَّاصِر وَعرض عَلَيْهِ قَضَائهَا مرَارًا فَأبى وَصَحب بشيك الدوادار وقتًا ونالته مِنْهُ دنيا وَحج غير مرة وجاور وَكَذَا دخل دمشق مرَارًا وَتَوَلَّى بهَا تداريس ثمَّ أعرض عَن جَمِيع ذَلِك وَأقَام بِبَلَدِهِ عاكفًا على الِاشْتِغَال بالتاريخ حَتَّى اشْتهر بِهِ ذكره وَبعد فِيهِ صيته وَصَارَت لَهُ فِيهِ جملَة تصانيف كالخطط والْآثَار للقاهرة وَهُوَ من أحسن الْكتب وأنفعها وَفِيه عجائب ومواعظ وَكَانَ فِيهِ ينشر محَاسِن العبيدية ويفخم شانهم ويشيد بِذكر مناقبهم وَكنت قبل أَن أعرف انتسابه إليهم أعجب من ذَلِك كَونه على غير مَذْهَبهم فَلَمَّا وقفت على نسبه علمت أَنه استروح إلى ذكر مَنَاقِب سلفه قَالَ السخاوي أَن المترجم لَهُ ظفر بمسودة للأوحدي في خطط الْقَاهِرَة وآثارها فأخذها وَزَاد فِيهَا زَوَائِد غير طائلة ونسبها لنَفسِهِ انْتهى وَالرجل غير مَدْفُوع عَن فضل لَا سِيمَا فِي التَّارِيخ وَمَا يتَعَلَّق بِهِ وَالله أعلم وَمن مؤلفاته دُرَر الْعُقُود الفريدة في تراجم الْأَعْيَان المفيدة ذكر فِيهِ من عاصره وإمتاع الاسماع بِمَا للرسول من الأنباء والحفدة وَالْمَتَاع وَعقد جَوَاهِر الاسفاط فى مُلُوك مصر والفسطاظ وَالْبَيَان والإعراب عَمَّا في أَرض مصر من الأعراب والالمام فِيمَا بِأَرْض الْحَبَشَة من مُلُوك الاسلام والطرفة الغريبة فى أَخْبَار وادى حَضرمَوْت العجيبة وَمَعْرِفَة مَا يجب لأهل الْبَيْت النبوي على من عداهم وايقاظ الحنفاء بأخبار الْأَئِمَّة الفاطميين الْخُلَفَاء والسلوك بِمَعْرِفَة دوَل الْمُلُوك والتاريخ الْكَبِير وَهُوَ في سِتَّة عشر مجلدًا وَله مؤلفات غير هَذِه وجد بِخَطِّهِ أَن تصانيفه
1 / 80