رَكْعَتَيْنِ وَرفع رَأسه فَوجدَ بِجَانِب مِحْرَابهَا مَكْتُوبًا
(دعها سَمَاوِيَّة تجري على قدر ... لَا تعترضها بِأَمْر مِنْك تنفسد)
فَاسْتَبْشَرَ بذلك وآلى إِن قضى أمره أَن ينظمه فِي أَبْيَات فَلم يشْعر إِلَّا وَقد جَاءَ قَاصد السُّلْطَان يَطْلُبهُ وَحصل الْغَرَض فَقَالَ
(فَقلت للقلب لما ضَاقَ مضطربًا ... وخانني الصَّبْر والتفريط وَالْجَلد)
(دعها سَمَاوِيَّة تجري على قدر ... لَا تعترضها بِأَمْر مِنْك تنفسد)
(فخفنى بخفيَّ اللطف خالقنا ... نعم الْوَكِيل وَنعم العون والمدد)
وَمَا زَالَ مستمرًا على حَاله الْجَمِيل حَتَّى مَاتَ لَيْلَة السبت حادي عشر ذي الْقعدَة سنة ٨٥٠ خمسين وثمان مائَة وَلم يخلف بعده في فنونه مثله
٣٥ - أَحْمد بن سعد الدَّين بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن علي بن غَانِم بن يُوسُف ابْن الهادي بن علي بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد الْأَصْغَر ابْن عبد الحميد الْأَكْبَر
المسورى الزيدى القاضى الْفَاضِل المترسل البليغ المنشئ الْعَارِف شَارك في الْفُنُون وتميَّز فِي كثير مِنْهَا وحرر رسائل وفتاوى واتصل في أول عمره بالإمام الْقَاسِم بن مُحَمَّد ﵇ وَأخذ عَنهُ وَكتب لَدَيْهِ وَكَانَ يؤثره ثمَّ اتَّصل بعد ذَلِك بولده الإمام الْمُؤَيد بِاللَّه فارتفعت دَرَجَته لَدَيْهِ وَصَارَ أَكثر الْأُمُور مَنُوطًا بِهِ وَلم يكن لغيره مَعَه كَلَام ثمَّ اتَّصل بعد موت الْمُؤَيد بِاللَّه بأَخيه الإمام المتَوَكل على الله وشارك في أُمُور وَنقص حَظه قَلِيلا بِسَبَب أَنه بَادر إلى مبايعة أَحْمد بن الإمام الْقَاسِم عِنْد موت الْمُؤَيد ثمَّ لم تتم تِلْكَ الْبيعَة وَتمّ الْأَمر للمتوكل على الله ومازال على جلالته وفخامته حَتَّى مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر شهر محرم سنة ١٠٧٩ تسع
1 / 58