140

============================================================

والحمى تتكرر في كل مدة، فتعادلا. ومنها أن ذلك كان مخصوصا بزمنه ومنها آنها صغيرة؛ فلو وقع بها الطاعون لفني أهلها.

قلت: ويظهر لي جواب أخص من هذه الأجوبة، بعد استحضار الحديث الماضي في الباب الأول، عن ابي عسيب، أن رسول الله قال: "أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام . ." الحديث. وهو أن الحكمة(1) في ذلك انه لما دخل المدينة كان في قلة من أصحابه، عددا ومددا، من زاد وغيره، وكانت المدينة وبيثة، كما سبق في حديث عائشة، فناسب الحال الدعاء بتصحيح المدينة، لتصح (4) أجساد المقيمين بها، ليقووا على جهاد الكفار. وخير في أمرين، يحصل لمن أصابه كل منهما عظيم(4) الثواب؛ وهما الحمى والطاعون، فاختار حينيذ الحمى بالمدينة، لأن أمرها أخف من امر الطاعون، لسرعة الموت به غالبا.

فلما أذن له في القتال، كانت قضية استمرار الحمى ضعف الأجساد التي تحتاج إلى القوة في الجهاد، فدعا حينئذ بنقل الحمى الى الجحفة، فأجيب دعاؤه، وصارت المدينة أصح(2) بلاد الله تعالى (5) .

فإذا شاء الله موت أحد منهم، حصل له الشهادة التي كانت من الطاعون، بالقتل في سبيل الله الذي هو أعلى درجة. ومن فاته ذلك منهم، مات بالحمى التي(7) هي حظ المؤمن من التار، وكل يوم/ منها (2ه/1] يكفر سنة. واستمر ذلك بالمدينة بعده ي تمييزا لها عن غيرها من البلاد، تحقيقا(1) لاجابة دعائه } (1) ف: الحكم تحريف (4) (لتصح) ليست في ف.

3)ف عظم تحريف(4) ظ: من اصح.

(5) قوله؛ (الله تعالى) ليس في ف.

(6) بعدها في الأصل: الذيء سيق قلم.

)ف: تخفيفا- تصحيف.

صفحه ۱۴۰