فقال: جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؛ فلما سمع المسلمون هذه الشهادة من عمر، وكان عمر ما كان من الشدة والعداوة للنبي والمسلمين - كبروا على أثر ذلك تكبيرة واحدة ارتجت منها أركان الدار، وسمعت في طرقات مكة فأتبعها بقوله:
5
يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا.
5
قال: «بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم» قال: ففيم الخفاء يا رسول الله؟ علام نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل؟ فقال: «يا عمر، إنا قليل وقد رأيت ما لقينا» فقال عمر: والذي بعثك بالحق نبيا لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان. فكان ذلك سببا في أن خرجوا
5
في صفين: في أحدهما عمر، وفي الآخر حمزة مخترقين طرقات مكة حتى بلغوا المسجد الحرام، وطرقوا حصباءه فكان لهم كديد ككديد الطحين
5
ورأتهم قريش فيما هم فيه من المنعة والعزة؛ فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها من قبل.
هناك صلوا لله، وجهروا في المسجد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
صفحه نامشخص