عنوان : عبودية { الرحمن الرحيم} ولقوله : { الرحمن الرحيم } عبودية تخصه سبحانه ، وهي شهود العبد عموم رحمته.
وشمولها لكل شيء ، وسعتها لكل مخلوق وأخذ كل موجود بنصيبه منها ، ولاسيما الرحمة الخاصة بالعبد وهي التي أقامته بين يدي ربه : أقم قلانا ففق بعض الآثار أن جبرائيل يقول كل ليلة أقم فلانا ، وأنم فلانا فبرحمته للعبد أقامه في خدمته يناجيه بكلامه ، ويتملقه ويسترحمه ويدعوه ويستعطفه ويسأله هدايته ورحمته ، وتمام نعمته عليه دنياه وأخراه فهذا من رحمته بعبده ، فرحمته وسعت كل شيء ، كما أن حمده وسع كل شيء ، وعلمه وسع كل شيء ، { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} [ غافر :7] ، وغيره مطرود محروم قد فاتته هذه الرحمة الخاصة فهو منفي عنها.
عنوان عبودية { مالك يوم الدين}
ويعطى قوله { مالك يوم الدين } عبوديته من الذل والانقياد ، وقصد العدل والقيام بالقسط ، وكف العبد نفسه عن الظلم والمعاصي ، وليتأمل ما تضمنته من إثبات المعاد وتفرد الرب في ذلك بالحكم بين خلقه ، وأنه يوم يدين الله فيه الخلق بأعمالهم من الخير والشر ، وذلك من تفاصيل حمده ، وموجبه كما قال تعالى : { وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}[الزمر:75].
ويروى أن جميع الخلائق يحمدونه يومئذ أهل الجنة وأهل النار ، عدلا وفضلا ، ولما كان قوله {الحمد لله رب العالمين}.
إخبارا عن حمد عبده له قال : حمدني عبدي.
ما معنى ( الثناء ) (التمجيد)
ولما كان قوله { الرحمن الرحيم} إعادة وتكريرا لأوصاف كماله قال : " أثنى علي عبدي " ، فإن الثناء إنما يكون بتكرار المحامد ، وتعداد أوصاف المحمود ، فالحمد ثناء عليه ، و{ الرحمن الرحيم } وصفه بالرحمة.
صفحه ۱۴