وليزد ما شاء ثم تبكي مريضها وتقول:
كأنك لم تذبح لأهلك نعجة ... ولم تلق يومًا بالفناء إهابها
ولم تجب البِيد التنائف تقتنص ... بهاجرةٍ حِسلانها وضِبابها
فإن متَّ هدَّ الموت أبناء عامرٍ ... فخصَّ بها كعبًا وعمَّ كلابها
ثم تعود فتقول: أيا ملك الموت أرضيت أم نزيدك؟ وتقول النسوة: ياعميمتاه أرضيه وزيديه، ثم تعود فتبكيه فتقول:
أصعصعُ مالي لا أراك تجيبنا ... أتسمع نجواناك أم لست تسمع؟
إذا غيبتك الجول عنا فلم تؤب ... فمن يرقع الوهن الذي كنت ترقع
فلو كان هذا الموت يقبل فدية ... فذاك ثمانٍ مسعفاتٌ وأربع
فيقبل النسوة عليها فيقلن: نعم والله وأكثر.
حدثني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة عن عمر بن بكير عن الهيثم بن عدي عن عثمان بن عمارة بن حريم عن أشياخ من بني مرة، وقالوا: خرج فتى منا إلى ناحية الشام والحجاز مما يلي تيماء والشراة وأرض نجد في طلب بغية له، فإذا هو بخيمة قد رفعت له، وقد أصابه المطر، " فعدل إليها فتنحنح " فإذا امرأة قد كلمته، وأنزلته، وراحت إبلهم " وغنمهم فإذا " أمر عظيم كثرة ورعاء، فقالت سلوا هذا الرجل من أين أقبل؟ قلت: من ناحية تهامة ونجد قالت: يا عبد الله أي بلاد نجد وطئت؟ قلت كلها. قالت: بمن نزلت هناك؟ قلت: ببني عامر،
1 / 87