إنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان ، ويقولون : الإيمان إقرار باللسان ويقين في القلب . والنزاع في هذا لفظي إن شاء الله ، وإنما غلو الإرجاء من قال : لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض . نسأل الله العافية.
...وقال حماد بن زيد : قدم علينا حماد ابن أبي سليمان البصرة فخرج وعليه ملحفة حمراء فجعل صبيان البصرة يسخرون به . فقال له رجل: ما تقول في رجل وطئ دجاجة ميتة فخرجت من بطنها بيضة ؟ وقال له آخر : ما تقول في رجل طلق امرأته ملئ سكرجة (السكرجة : المائدة) ؟ (7/450).
- - -
التصوف والصوفية
عقيدة الصوفية القدامى وعبادتهم:
* قال الجنيد بن محمد - سيد الصوفية -: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به (14/67).
* وقال النوري العراقي - من سادتهم أيضا -: من رأيته يدعي مع الله حالة تخرج عن الشرع فلا تقربن منه (14/72).
* وسئل النوري حينما انتفخت رجلاه، فقال: طالبتني نفسي بأكل تمر، فدافعتها، فأبت علي فاشتريته، فلما أكلت، قلت: قومي فصلي، فأبت، فقلت: لله علي إن قعدت على الأرض أربعين يوما، فما قعدت - يعني إلا في صلاة (14/71).
الجوع قوام التصوف:
قال الجنيد: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، بل عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات.
قال الذهبي: هذا حسن، ومراده: قطع أكثر المألوفات، وترك فضول الدنيا ، وجوع بلا إفراط. أما من بالغ في الجوع كما يفعله الرهبان، ورفض سائر الدنيا، ومألوفات النفس، من الغذاء والنوم والأهل، فقد عرض نفسه لبلاء عريض، وربما خولط في عقله، وفاته بذلك كثير من الحنيفية السمحة, وقد جعل الله لكل شيء قدرا، والسعادة في متابعة السنن. فزن الأمور بالعدل، وصم وأفطر، ونم وقم، والزم الورع في القوت، وارض بما قسم الله لك، واصمت إلا من خير (14/69-70).
* وفي ترجمة أبي العباس ابن عطاء أنه فقد عقله ثمانية عشر عاما ثم ثاب إليه عقله.
صفحه ۴۵