وقد روي أن هذه القصة مع ابن ابنه، وهو عمرو بن حسان بن أسعد الكامل، والأول أظهر، والله أعلم.
ذو القرنين
قال القضاعي: ذو القرنين الأكبر المذكور في القرآن هو أول القياصرة، وهو من ولد سام بن نوح.
قال: ويقال إنه لقى إبراهيم الخليل وطاف البلاد والخضر على مقدمته وسد على يأجوج ومأجوج، قال: ويقال: إنه حكم لإبراهيم ببئر كان قد احتفرها لماشيته، ونازعه فيها أهل الأردن، وعزا هذا القول إلى الطبري وغيره.
قلت سيأتي ذكر الاختلاف في ذي القرنين عند ذكر الإسكندر اليوناني إنشاء الله تعالى، وهو ذو القرنين الأصغر.
خالد بن سنان العبسي
قال القضاعي: خالد بن سنان العبسي نبي من ولد إسماعيل، وكان بعد المسيح عليه السلام.
وعن ابن عباس أنه قال: إن نارا ظهرت بين مكة والمدينة في الفترة فسمتها ندا فكانت طائفة منهم تعبدها مضاهاة للمجوس، فقام خالد فأخذ عصاه واقتحم النار يضربها بعصاه حتى أطفأها الله عز وجل، ثم قال لأهله: إني ميت فإذا مت وجاء الحول فارصدوا قبري، فإذا رأيتم عيرا عند قبري فارموه واقتلوه وانبشوا قبري واستخرجوني، فإني أحدثكم بما هو كائن فمات، ورصدوه بعد الحول ورأوا العير فقتلوه وأرادوا نبشه فمنعهم بنوه، وقالوا: لا نسمى بنو المنبوش.
وروى أن ابنة خالد هذا أتت النبي صلى الله عليه وآله بعدما هاجر فسلمت عليه، وقالت: أنا ابنة خالد بن سنان فرحب بها ثم قال لأصحابه: ((أتعلمون ما سبيل أبي هذه)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن أباها كان نبيا هلك بين مكة والمدينة ضيعه قومه)) فقص النبي صلى الله عليه وعلى أله قصته، وقال: ((لو نبشوه لأخبرهم بشأني وشأن هذه الأمة وما يكون فيها)) وقال شاعرهم:
بني خالد لو أنكم إذ حضرتم .... نبشتم على الميت المغيب في القبر
لأبقى لكم في آل عبس ذخيرة .... من العلم لا تبلى على سالف الدهر
صفحه ۳۵