أهل مدين.
وعن عكرمة: هم قوم قتلوا نبيهم ودسوه في بئر.
وعن الطبري: ما نعرف قوما كانت قصة بسبب حفيرة إلا أصحاب الأخدود، وسيأتي ذكر أصحاب الأخدود إن شاء الله تعالى، حين نذكر بعض ملوك حمير؛ لأن قصتهم كانت مع الملك ذي نواس الحميري.
وعن مقاتل: إن أصحاب الرس هم أصحاب ياسين، وذلك أنهم وطئوا حبيب النجار حتى خرج من دبره وألقي في بئر وهو الرس.
وعن المسعودي: أصحاب الرس هم قوم من ولد إسماعيل، وكانو قبيلتين، فأرسل الله تعالى إليهم حنظلة بن صفوان وكان نبيا في الفترة من ولد إسماعيل فقتلوه، فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل من سبط يهودا أن يأمر بخت نصر بالمسير إليهم فسار إليهم فأتي عليهم، وفيهم يقول الله تعالى: {فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون}[الأنبياء:12].
قوم تبع
تبع هو أسعد الكامل الحميري على ما قيل، وملوك حمير يسمون التبابعة، ويقال: إنه الذي بنى (الحيرة) (1) وخرب (سمرقند)، وكان قومه كهانا، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، وكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده، فقال لهم: قربوا قربانا ففعلوا فتقبل قربان أهل الكتاب فأتبعهم.
وروى غير القضاعي: أن أسعد الكامل هذا لما قتل اليهود بيثرب مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة قد ذكرها قام إليه منهم شيخ كبير قد أسن فقال: أيها الملك أبيت اللعن مثلك لا يفني رعيته على(2) الغضب، وإن هذه المدينة مهاجر نبي في آخر الزمان من ولد إسماعيل عليه السلام فكف عنهم، وكان الشيخ أحد حبرين من أحبارهم فأعجب تبع بهما واتبع دينهما وراح بهما إلى اليمن، فيهود أهل اليمن معه بعد أن كرهوا الانتقال عن دينهم، وكانوا صابئين فحاكمهم الحبران إلى النار التي ب(ضروان) فدخلا النار وقد تقلدا التوراة ودخل معهم أربعون رجلا من حمير فاحترق الحميريون وسلم الحبران، فتهودت حمير جميعا.
صفحه ۳۴