التواريخ من آدم عليه السلام إلى الهجرة
قال القضاعي: كانت الأمم السالفة تؤرخ بالأحداث العظام وتملك الملوك، وكان التاريخ بهبوط آدم، ثم بمبعث نوح، ثم بالطوفان، ثم بنار إبراهيم، ثم تفرق بنو إبراهيم فأرخ بنو إسحاق بنار إبراهيم إلى يوسف، ومن يوسف إلى بعث موسى عليه السلام، ومن موسى إلى ملك سليمان بن داود عليه السلام، ثم بما كان من الكوائن، ومنهم من أرخ بوفاة يعقوب عليه السلام ثم بخروج موسى من (مصر) ببني إسرائيل، ثم بخراب بيت المقدس، وأما بنو إسماعيل فأرخوا(1) ببناء الكعبة، ولم يزالوا يؤرخون بذلك حتى تفرقت معد فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا بخروجهم ثم أرخوا بعام الفيل، ثم بيوم الفخار، وقد كانت معد بن عدنان يؤرخون بغلبة جرهم العماليق وإخراجهم إياهم من الحرم، ثم أرخو بأيام الحروب كحرب وائل وحرب البسوس وبحرب داحس، وكانت حمير وكهلان يؤرخون بملوكهم التبابعة، وأرخوا بنار (ضروان) وهي نار كانت تظهر ببعض خراب اليمن من ناحية (صنعاء)، وأرخوا بسيل العرم، ثم أرخوا بظهور الحبشة على اليمن، وأما اليونان والروم فيؤرخون بظهور الإسكندر، وأما القبط فكانوا يؤرخون بملك بخت نصر، ثم أرخوا بملك ذللنطار نوس القبطي، وأما المجوس فكانوا يؤرخون بآدم، ثم أرخوا بقتل دارا بن دارا(2) وبظهور الإسكندر وغير ذلك، والعرب تؤرخ بعام الفيل، وبيوم الفجار، ولم يزل التاريخ كذلك إلى أن ولي عمر بن الخطاب فتقرر الأمر على التاريخ بهجرة النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة وجعل التاريخ من المحرم أول عام الهجرة، وكان هذا التقدير في سنة سبع عشرة سنة بأمر عمر.
صفحه ۳۶