شعيا عليه السلام
بعثه الله تعالى نبيا يسدد صديقه الملك ويرشده، وهو بشر بعيسى ومحمد صلى الله عليهم(1)، وكان سنحاريب(2) ملك بابل قد سار يريد قتال صديقه فكفاه الله أمره.
روي [أنه](3) لما تاب قومه وأنابوا سلط الله على سنحاريب وقومه الطاعون فأصبحوا موتى ولم يفلت منهم إلا ملكهم سنحاريب وخمسة نفر معه ثم أحدثوا بعد ذلك إحداثا، ونبذوا كتاب الله، وتنافسوا الملك فأمر الله تعالى شعيا عليهم أن يقوم فيهم فقتلوه، فسلط الله عليهم عدوهم فشردهم وأفناهم، وضربت عليهم الذلة والمسكنة، ونزع منهم الملك والنبوة.
وقيل: إن بني إسرائيل قتلو شعيا بعد موت صديقه، فسلط الله عليهم عدوهم فشردهم وأفناهم.
عن ابن إسحاق: نشروه بالمنشار، وأقام الملك في داود وبنيه أربعمائة سنة وثلاثا وخمسين سنة، وكان آخرهم صديقه، وكان في زمانه أرميا، وأقام الشام خرابا ليس فيه أحد غير السامرة سبعين سنة، والملك لأهل بابل، والله أعلم.
أرميا عليه السلام
لما أحدث بنو إسرائيل البدع، ورغبوا عن دينهم، ورغب بعضهم عن بيت المقدس، وضارعوه بمسجد ضرار فزلزل بهم المسجد وغزاهم بخت نصر فتابوا إلى الله فرده عنهم، ثم أحدثوا بعد ذلك أحداثا، فبعث الله تعالى أرميا النبي إليهم فضربوه وقيدوه فسلط الله تعالى بخت نصر فقتل منهم وصلب وأحرق وسبى الذراري، وخرب بيت المقدس، وخرج أرميا إلى (مصر) فأقام بها ثم أمره الله تعالى بالعود إلى أيليا فسار إليها حتى أشرف على خراب بيت المقدس، فقال: {أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه}[البقرة:259] أحياه بعد أن عمرت بيت المقدس، ويقال: إنها أقامت خرابا سبعين سنة.
وعن ابن إسحاق: أن أرميا هذا هو الخضر.
وعن قتادة: الذي مر على القرية وهي خاوية على عروشها عزير.
صفحه ۲۸