وقيل: شرع في بعض بنائه، ومات ولم يتم، وكان عمره مائة سنة، وقيل غير ذلك.
ويقال: إن جنازته شيعها أربعون ألف راهب، وأن ملكه كان أربعين سنة، والله أعلم.
سليمان عليه السلام
يقال: إن سليمان عليه السلام ملك بعد أبيه اثنتي(1) عشرة سنة من عمره، وسخر الله عز وجل معه الجن والإنس، والطير والريح، وأتاه النبوة، وكان إذا جلس في مجلسه عكفت عليه الطير، وقام له الجن والإنس، وإذا أراد سفرا بسط له كساء نسجته له الجن فيقعد عليه هو وجميع من معه والخيل والدواب وآلة الحرب ثم يأمر الريح تحمله فيحمله فيسير به في الغدوة مسيرة شهر وفي الروحة مسيرة شهر كما حكى الله سبحانه، وعمر سليمان بيت المقدس، وفرغ منه في سبع سنين، وكان من قصته مع ملكة سباء وهي بلقيس ما حكى الله عز وجل، وروي أنه تزوجها.
وعن وهب لم يتزوجها، والله أعلم.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((بينا سليمان -عليه السلام يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة فقال: ما اسمك.
قال: الخروب.
قال: لإي شيئ أنت؟.
قال: لخراب هذا البيت.
فقال سليمان: اللهم غم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أنهم لا يعلمون الغيب ونحت من الخروب عصا وتوكاء عليها حولا وهو ميت والجن لا يعلمون فأكلتها الأرضة فسقط)) وكان جميع عمره اثنتين وخمسين سنة، وملك بعده ابنه دحيعم، وقيل: اسمه رحعتم، وقيل: إن أمه بلقيس. والله أعلم.
وكان ملكه سبع عشرة سنة. ثم افترقت ممالك بني إسرائيل بعده فملك ابنه إلياس بعض بني إسرائيل ثلاث سنين، وملك بعده ابنه أشا إحدى وأربعين سنة، وكان رجلا صالحا، ولم يزل الملك في يده إلى صاحب شعيا.
قال ابن إسحاق: اسمه صديق، وقال غيره: حزقيا، والله أعلم.
صفحه ۲۷