تسفى الرياح الترب من فوقهم
نسجا بإقبال وإدبار
وإن يكن مات فلما يمت
طيب ثنا منه وأخبار
وسنن الدين التى سنها
خلف منها خير آثار
لا يبرح السالك منهاجها
منها بخير ما سرى الساري
كم مسلم أنقذ من عصبة
تسجد للصلبان كفار
يدعى إلى الكفر فإن عافه
دان بإكراه وإجبار
وحاصن تفتن عن دينها
تبكى بعين دمعها جاري
قد طال في أيديهم أسرها
وكان يفديها بقنطار
وخائف أمن من بعد ما
ضاقت به آفاق أقطار
كم حق أبرار وما يرتجى
خلص من أظفار جبار
وظالم نكب عن قصده
رد بإقماء وإصغار
ليس بخلاف لو أي وأى «1»
وليس فى العهد بختار
ولم يكن نزرا بكيا ولا
كان إذا قال بمهذار
والجود مطبوع عليه فما
يمسك مالا خوف إقتار
سيان فى الحق اذا ماعرا
حالاه فى عسر وايسار
من لليتامى كان يعتادهم
منه بإكرام وإيثار
والغارم المحتاج والمبتلى
والضيف والمسكين والجار
كان لهم حصنا حصينا إذا
سماؤهم ضنت بإمطار
كم قد شرى لله من مرة
نفسا رعاه الله من شاري
على سبيل الحق لا بدعة
يزرى على محدثها الزاري
فمرة منها وتلك التي
طارت لآفلق وأمصار
صفحه ۴۴