هد له ركنى وآض الحشا
كأنما سعر بالنار
يا عين فابكيه ولا تقصري
فليس هذا حين إقصار
وحق للباكي عليه البكا
ما طرفت عين بأشفار
ومادعت ورقاء رأد الضحى
في أيكة حفت بأشجار
وما جرت أدم الفيافى وما
لاح سراب المزنة الجاري
كأننا يوم فقدناه لم
نمس بأسماع وأبصار
إمام عدل قائل فاضل
يجلو دجى الشك بأنوار
كانت وجوه الحق قد أسفرت
فأظلمت من بعد إسفار
وآذن الشر بإقباله
وآذن الخير بإدبار
وعاث أهل البغى لما رأي
أهل النهى قلة أنصار
ومر دهر كان محلوليا
وعاد ممزوجا بأمرار
وكان سوار إلى مدة
تجري الى الحق بمقدار
لما تقضت وأتى يومه
عدا عليه الباسل الضاري
دهر على أمثاله طالما
أنحى بأنياب وأظفار
اذا انتحى جبار ملك أتى
من دون حجاب وأستار
يا بعد سوار وإن لم يكن
أصبح منا نازح الدار
وكيف لا يبعد من فوقه
صفائح الترب وأحجار
في حفرة حل بها وحده
موحشة ضيقة الغار
مكن فيها بيته حافر
بمنسف طورا ومحفار
قد ودع الدنيا وسكانها
واعتاض أجوار [ا] بأجوار
لا يسمعون الصوت إما دعوا
ولا يهشون لزوار
صفحه ۴۳