ولما قرئ سجله حمل على أربعة من الخيل بسروج مصفحة ثقال ، وعليه سيف ذهب مقلد به ، وخرج جميع المصطنعة يحجبونه ، وسائر القواد والناس الى داره . وكان يوما حسنا هظيما . ولم يرد ف سجله شيئا عما إليه النظر فيه .
وفى هذا اليوم وقعت التار فى الطحانين فوق ، واحترقت أربع طواحين هناله وسلمت آدر كثيرة، واحثرق جميع ما فى الطحانين من دقيق وقمح وعلف وآلة الطواحين.
وفيه ورد الخبر بآن الثائر الذى قام بالصعيد الأعلى ، لم يزل حيدرة بن عقيابان حتى حصل فى يده ، وكان رجلا شريفا حسنيا ، وقرره فأقر أنه قتل الحاكم بأمر الله - عليه السلام - فى جملة أربعة أنفس تفرقوا فى البلاد ، فمنهم من مضى الى برقة ، ومنهم من مضى إلى العراق ، وأنه أظهر له قطعة من جلد رأسه - عليه السلام - وقطعة من الفوطة التى ا كانت عليه . فقال له حيدرة : ولم قتلته؟ فقال : غرت لله وللاسلام . فقال : وكيف قتلته ؟ فأخرج مكينا فضرب بها فؤاد نفسه ، وقال : هكذا قتلته . فقتطع حيدرة رأسه وأنفذ الرأس إلى الححضرة مع ما وجده معه. وفيه ورد الخبر أن شرا وقع بين مختار بن قاسم القرى وبين شبل القرى على ثاثر فى يد شبل مقيم ببرقة ، فالتمسه مختار بن قاسم منه ليتقرب به إلى الحضرة فامتنع عليه شبل من ذلك ، ووقعت الحرب بينهما لهذا السبب .
صفحه ۴۸