============================================================
.......... وبعضهم مذق اللسان يقول مالا يفعل
ومعلوم آن الجاهل لا يعرف قدره ، ولا يبالى على ما حمل عليه أمره ، إن أيسر عتا وطغنى ، وإن أعسر سعى بالناس وبغى ، تراه أبذا يظلم من ينصفه ، ويسىء إلى من يعرفه ، ويقتحم الخطار ، والخطار قد يظن أنه يختطفه ، ولعله قبل تناوله شيئا منه أو بعده يرديه ! ويتلفه ، فلا أنجح من ساء مطلبه ، ولا أفلح من لأم مكسيه ، ولا ربح من التاث بغيا وحسدا مقصده ومذهبه . فقل لمن تسرى بالسر نوايته ، وبدت بالسعاية والضر كفارته ، ظنا منه آنه يدرك بذلك ما هو آمله وطالبه :
تزحزح قصيا أسوأ الظن كاذبه
وآنت ، بوفورغلمك ، وأصالة رأيك وحزمك ، وسداد هديك وفهمك ، أصح ذهنا وأرجخ وزنا. ، من أن تعدل عن الواجب ، أو تميل إلى الرأى العازب : وهذا إرشتاد من أمير المؤمنين لك ، لم يدع إليه جنف بذمتك ، ولا اقتضاء تفريط صدر عنك ، ولكنه قد يرشد إلى الخير الرشيند المسدد، ويهز عنذ المضرب
الحسام المهند . وكفى بما وسمك به آمير المؤمنين من شرف اللقب مجدا مؤثلا، وبما أورده عليك من ثناء فى الأدب رشدا ممثلا ، والله يمليك ملابس نعمه ، ويبارك لك فيما منحكمن مواهبه وقسمه ، ويوفقك فيخدمة أمير المؤمنين لبلوغ الغرض، وقضاء المفرض : بمنه وكرمه . والسلام عليك ورحمة الله .
وكتب فى صفر سنة خمس / عشرة وأربع مائة . والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد سيد الرسل وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل
صفحه ۴۷