وزخارف أعداء الدين وتمويهاتهم وإنني لأعجب ممن يقبل هذه ويعتقد صدقه وليس لديه حجة ولا دليل على صدقه إلا ما يسمعه من إذاعاتهم وإشاعاتهم ويعمى عما يقصدونه من فتنة في دينه ورده عن بصيرته ولو تأمل فيما يحاولونه من هذا السفر إلى الفضاء لعلم يقينا أن الذي يحاولونه من ذلك إغواء الناس وتكذيب الكتاب وتضليل كل مرتاب وإلا فما الذي ينتفعون به هنالك مع جهود النفس وارتكاب الأخطار فما هنالك أموالا فيستحوذون عليها مع أنهم لا يتحركون لأدنى شيء إلا لمحاولة نفع وليس هنالك لهم أي منفعة وإنما منفعتهم الوحيدة ما ذكرناه من الأغلال وتمهيد سبيل الظلال فخذوا منهم حذركم أيها المؤمنون ولا تكونوا كالذين بلغني عنهم وهم ممن ينتمون إلى الإسلام أنهم يقولون لإخوانهم المرتابين أننا سنكون أول منتدب للسفر إلى القمر من أهل بلدنا وهم مع ذلك لا يتحدثون للسفر إلى حج بيت الله الحرام ولا إلى زيارة قبر هادي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام وإنما أراوا بذلك مجاملة الكفار والمبالغة في تصديقهم والميل إليهم فحسبهم جهنم إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله مصدقين لما جاء به رسله ونطقت به كتبه ولا يكونوا مع الكافرين وقد أصبحوا يستهزئون ويسخرون ممن ينكر هذه الأباطيل ويرمون أمثالنا بالجهل ونقصان العقل وليس علينا ذلك شيء إذا أنكرنا أباطيلهم ولم نصدق أقاويلهم وقوفا مع العلم الثابت والإيمان الصادق قال الله تعالى إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين وإذا رؤوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين نسأل الله الكريم أن يجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، والصلاة والسلام على سيد المرسلين عليه وعليهم أجمعين والحمد لله رب العالمين.
محبكم المخلص إبراهيم بن سعيد العبري
صفحه ۳۰