غير أن الذي نجد في كبتهم هو المنتخل من آرائهم والمنتقى من أحاديثهم .
ولم نجدهم غادروا شيئا يجد واصف بليغ في صفة له مقالا لم يسبقوه إليه : لا في تعظيم لله ، عز وجل ، وترغيب فيما عنده ، ولا في تصغير للدنيا وتزهيد فيها ، ولا في تحرير صنوف العلم وتقسيم أقسامها وتجزئة أجزائها وتوضيح سبلها وتبيين مآخذها ، ولا في وجه من وجوه الأدب وضروب الأخلاق .
فلم يبق في جليل الأمر ولا صغيرة لقائل بعدهم مقال .
صفحه ۱۵