وكذلك أيضا من اعتاد أن يأكل في اليوم مرتين متى ترك الغذاء استرخى بدنه وضعف وجزع عن كل عمل وعرض له وجع في فؤاده حتى يتوهم كأن أحشاءه متعلقة ويكون بوله بولا حارا أخضر اللون وبرازه محترقا ومنهم من تجد في فيه مرارة وتجد العينين منهم غائرتين والأصداغ تختلج وتبرد أطرافهم وأكثر من ترك الغذاء لم يمكنه أن يستوفي عشاءه وإذا تعشى ثقلت معدته واستصعب عليه نومه أكثر كثيرا مما لو كان تقدم فتغدى.
فمتى عرضت هذه الأعراض للأصحاء بسبب تغييرهم التدبير في نصف يوم إلى خلاف ما جرت به عادتهم فالأصلح عندي ألا تزيد ولا تنقص.
فإن كان من أكل على غير ما جرت به عادته مرة واحدة لما استعمل نهاره أجمع خلاء العروق وتعشى على ما جرت به عادته ثقل بدنه فيجب أن يثقل أكثر كثيرا إن كان لما ترك الغذاء بعد ذلك أضعفه فلما تعشى ثقل بدنه وإن عاد أيضا فتعشى بعد استعماله خلاء العروق مدة طويلة ثقل بدنه أكثر كثيرا.
صفحه ۱۹