La piedad y el ascetismo en la adoración
الزهد والورع والعبادة
Investigador
حماد سلامة، محمد عويضة
Editorial
مكتبة المنار
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٧
Ubicación del editor
الأردن
Géneros
Sufismo
الظَّالِمين بالعيان وَهنا فَأنْزل علينا من الْقُرْآن مَا يهدينا بِهِ سنَن الَّذين من قبلنَا وهم الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم وَذكر ثَلَاثَة أُمُور التَّبْيِين وَالْهدى وَالتَّوْبَة لِأَن الانسان أَولا يحْتَاج الى معرفَة الْخَيْر وَالشَّر وَمَا أَمر بِهِ وَمَا نهي عَنهُ ثمَّ يحْتَاج بعد ذَلِك الى أَن يهدي فيقصد الْحق وَيعْمل بِهِ دون الْبَاطِل وَهُوَ سنَن الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ ثمَّ لَا بُد لَهُ بعد ذَلِك من الذُّنُوب فيريد أَن يتَطَهَّر مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ فَهُوَ مُحْتَاج الى الْعلم وَالْعَمَل بِهِ والى التَّوْبَة مَعَ ذَلِك فَلَا بُد لَهُ من التَّقْصِير أَو الْغَفْلَة فِي سلوك تِلْكَ السّنَن الَّتِي هداه الله اليها فيتوب مِنْهَا بِمَا وَقع من تَفْرِيط فِي كل سنة من تِلْكَ السّنَن وَهَذِه السّنَن تدخل فِيهَا الْوَاجِبَات والمستحبات فَلَا بُد للسالك فِيهَا من تَقْصِير وغفلة فيستغفر الله وَيَتُوب اليه فَإِن العَبْد لَو اجْتهد مهما اجْتهد لَا يَسْتَطِيع أَن يقوم لله بِالْحَقِّ الَّذِي أوجبه عَلَيْهِ فَمَا يَسعهُ الا الاسْتِغْفَار وَالتَّوْبَة عقيب كل طَاعَة تَفْسِير الْهِدَايَة وَقد يُقَال الْهِدَايَة هُنَا الْبَيَان والتعريف أَي يعرفكم سنَن الَّذين من قبلكُمْ من أهل السَّعَادَة والشقاوة لتتبعوا هَذِه وتجتنبوا هَذِه كَمَا قَالَ تَعَالَى وهديناه النجدين قَالَ عَليّ وَابْن مَسْعُود سَبِيل الْخَيْر وَالشَّر وَعَن ابْن عَبَّاس سَبِيل الْهدى والضلال وَقَالَ مُجَاهِد سَبِيل السَّعَادَة والشقاوة أَي فطرناه على ذَلِك وعرفناه اياه والجميع وَاحِد والنجدان الطريقان الواضحان والنجد الْمُرْتَفع من الأَرْض فَالْمَعْنى ألم نعرفه طَرِيق الْخَيْر وَالشَّر ونبينه لَهُ كتبيين الطَّرِيقَيْنِ العاليين لَكِن الْهدى والتبيين والتعريف فِي هَذِه الْآيَة يشْتَرك فِيهِ بَنو آدم ويعرفونه بعقولهم وَأما طَرِيق من تقدم من الْأَنْبِيَاء فَلَا بُد من اخبار الله تَعَالَى عَنْهَا كَمَا
1 / 21