وأما حديث فضالة، فإن صح فلا يدل على مطلوبهم، لأن تسوية القبور إما بمعنى جعلها مستوية غير مسنمة ولا مشرفة، وإما بمعنى جعلها سوية على الصفة المشروعة، وذلك لا يدل على مطلوبهم، لأنه إن كان بمعنى جعل القبر مستويا غير مسنم ولا مشرف فذلك لا ينافي رفعه. وإن كان بمعنى جعله سويا على الصفة المشروعة فذلك يتوقف على معرفة الحد المشروع، وإذا كان المشروع الرفع لقبر الفاضل ليتميز عن غيره وللدلالة على فضله وأانه من تعظيم شعائر الله فرفعه تسوية بهذا المعنى.
فإن قيل: أن فضالة أمر بالتخفيف عن القبر، واحتج بأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بتسويتها وذلك يدل على أنه فهم من التسوية عدم الرفع..
Página 15