وكان قد أنهض أبا سعيد الشبيبي وهو الملقب بشيخ الدولتين إلى ما قبل فخر الدولة رسولا، فصرفه «8» في العاجل بقدر من المال، وزهاء ألف فارس من سرعان «9» العرب والأتراك، فورد نيسابور، وانضم إليه أبو محمد عبد الله بن [36 ب] عبد الرزاق مواليا لأبي العباس تاش على أبي الحسن بن سيمجور، فاجتمعا على التعاضد، واتفقا على التكاتف والترافد.
وانحدر تاش إلى نيسابور فسبقه إليها أبو الحسن، وانحاز المقيمون بها انتظارا «1» لوصوله، في سواد خيوله. ولحق بهم فصارت الأيدي واحدة، والقلوب على الإخلاص متعاقدة. وقصد باب نيسابور من جانبها الغربي، فخيم بظاهرها «2»، وناوش أبا الحسن الحرب أياما عدة، وهو متحصن بالبلد ودروبه، ومحتجر «3» بضيق مداخله وسدوده.
ولحق بأبي العباس تاش زهاء ألفي رجل من خلص الديلم ونخب الأتراك، يقودهم أبو العباس فيروزان بن الحسن في كبار القواد ممن يعذمون «4» على الزبر، ويدخلون ولو خرت «5» الإبر. فلما أحس أبو الحسن بن سيمجور بإناختهم، وعلم قوتهم على حرب المضيق، وإعجازهم بأطراف الزانات «6» والمزاريق «7»، اتخذ الليل جملا، وترك البلد هملا «8»، وسار يريد قهستان، ساترا عورة الانهزام بلباس الظلام.
Página 73