على أنها كانت جفتك تدللا «9» ... فخليتها حتى أتت تطلب الرجعى وأنشدت لأبي الفرج بن ميسرة أبياتا من قصيدة [يرثي بها عضد الدولة:] «1»
ولو قبل الفداء لكان يفدى ... وإن جل المصاب عن «2» التفادي
ولكن المنون لها عيون ... تكد لحاظها في الانتقاد
فقل للدهر أنت أصبت فالبس ... برغمك دوننا ثوبي حداد
إذا قدمت خاتمة الرزايا ... فقد عرضت سوقك للكساد
وكتب فخر الدولة إلى أبي العباس تاش بذكر ما أصاره الله إليه، وأعلقه بيديه، وأن ذلك كله موقوف على أحكام مشاركته، و[36 أ] مصروف إلى أقسام إرادته، وأنه لم يرتح لاستجابة أيامه النافرة، وأعتاب دولته العاتبة المغايرة، ارتياحه لما تمكن به «3» من معاضدته على مصالح أحواله، ومرافدته على مناجح آماله، شكرا لما كان مهده من مقامه قبله، وقدمه من جهده في إيثار الخير به، وارتياد النجح له. فأجابه عنه مهنئا بما أتاحه الله له من كريم صنعه، وزفه إليه من هدي ملكه، وشاكرا له ما أوجبه ورآه، وشاكيا إليه ما رهقه ودهاه. فكتب إليه بأنه سهيمه «4» فيما يليه، وقسيمه على ما يحويه، وأن أمره ممتثل في كل ما يرومه وينتحيه «5»، فليبن أمره على ما يلتفت «6» عليه اقتراحه منتظرا لما تقتضيه «7»، شركة المفاوضة من التسمح بالملك والمال، وتسريب الرجال في أعقاب الرجال.
Página 72