وبدأ أبو علي بمصادرة عمال أبي العباس تاش [33 أ] بنيسابور، ومطالبتهم بما كان تحت أيديهم من أمواله، وارتفاعات أعماله، ثم نهض إلى مرو سدا دون الولايات، وحجابا دون الأموال والارتفاعات، حتى اضطر حسام الدولة «5» إلى مناهضتهما، وكفاية ما أهم من أمرهما، [ومداواة ما استفحل من شرهما] «6»، واستفتح الخزائن عن ذخائر الأموال، ونفائس الأسلحة والأثقال. وبرز من بخارى إلى آمل الشط «7»، فخيم على طرف الرمل، وتردد السفراء فيما بين الفريقين على حفظ نظام الألفة، واستبقاء جمال الدولة، وإخماد جمرات الفتنة. فوقع الاتفاق على أن تكون نيسابور «1» لتاش، وبلخ «2» لفائق، وهراة «3» لأبي علي، وتفرق كل منهم على رئاس «4» عمله.
وللخوارزمي «5» في أبي علي عند حصوله «6» بهراة:
تهنأ بالأمير هراة إذ قد علا ... عن أن يهنأ عن هراها
وكيف تهنأ الدنيا جميعا ... بناحية من الدنيا احتواها
Página 67