وقد كان أبو الحسن بن سيمجور انكفأ عن سجستان إلى خراسان من غير أمر صدر إليه استشرافا لنجوم الفتن وانتقاض الأعمال بها، بتراجع العسكر عن باب جرجان، وتشوفا «7» لنفاق سوقه فيما بينها. فكتب أبو الحسن «8» إليه مقبحا عليه فعله، وناعيا إليه عقله، وسامه «9» أن يعدل إلى قهستان متدرعا «10»، وعن ملابسة الأعمال متورعا، وأن يسلم أبناء الدولة «1» [الذين هم] «2» في جملته وتحت رايته، إلى ابنه أبي علي، على أن يعاود سجستان فيكفي أمرها، ويلم شعثها، ويرأب صدعها. وجعل باذغيس وكنج رستاق «3» برسمه، على أن يزاد في توليته وحبائه «4»، متى عرف في الطاعة صدق نيته وغنائه.
ولما استقر أبو العباس تاش ببخارى، اغتنم أبو علي خلو خراسان عنه وعن المناضلين دونه، فراسل فائقا يريده على مخالفته، والجهار بمنابذته، وترك الرضا بزعامته، فوجده سمح القياد إلى المراد، طوع الزمام إلى العناد. واجتمعا بنيسابور على توكيد العقود، وإمرار المواثيق والعهود.
Página 66