85

Tuhfat Talib

تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس

Investigador

عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم

Editorial

دار العصمة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٠ هـ/١٩٩٠م

عبد البر يقول: لفظ١ الرواية على ما ذكره ابن القاسم والقعنبي وغيرهما: يصلي على النبي ﷺ، هذا لفظ مالك. وقال بعض المالكية: المراد بالدعاء السلام، بدليل أنه ذكر في رواية ابن وهب نفسه يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله. وقد تقدم مذهب الحنابلة وأبي حنيفة. وإذا كان هذا ممنوعًا مع أنه دعاء الله، فما ظنك بدعاء الرسول نفسه، وطلب الشفاعة منه ﷺ؟ فالأول مُنِع منه لأنه وسيلة وذريعة إلى هذا المحذور الذي هو سؤال غير الله، وقصده في الحاجات. ولم يكن في عهد السلف شيء من هذا، وإنما حدث أوائله ومباديه بعد القرون المفضلة، وأنكرها أهل العلم والإيمان، محافظةً منهم٢ على السنة، وحمايةً لجانب التوحيد، وطاعة لله ورسوله، وسدًا لذرائع الشرك ووسائله. وقد روى الضياء في "المختارة" عن الحسن بن الحسن أنه رأى رجلًا يجيء إلى فرجة عند قبر النبي ﷺ فنهاه عن ذلك، قال: "ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي، أن رسول الله ﷺ، قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم"٣.

١ في ط: آل ثاني: "لفظًا لرواية". ٢ في النسخ الخطية: "منه". ٣ هذا اللفظ الذي ذكره المؤلف هو لفظ حديث علي بن الحسين، انظر التعليقة رقم "١" من الصفحة القادمة.

1 / 90