قال تعالى: ﴿يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ *يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ﴾ . [الحج:١٢-١٣] . (لأنه في الحقيقة إنما عبد الشيطان، ودعاه، وأطاعه فيما يأمر به، ولذلك تتبرأ الملائكة والصالحون ممن١ دعاهم، وصرف لهم شيئًا من العبادة) ٢.
وأيضًا فليس كل سبب يباح، بل من الأسباب ما هو محرَّم، وما هو كفر، كالسحر، والتكهن.
والغبي يظن أن الدليل يسلم له إذا أراد السبب لا الاستقلال. وعباد الكواكب، وأصحاب النيرنجيات٣ ومخاطبات النجوم، يرون أنها أسباب ووسائل نافعة، ويظنونها كالأسباب العادية، وعباد القبور والأنفس المفارقة، يرون أن تعلق قلب الزائر وروحه بروح المزور سبب لنيل مقصوده، وتحصيل نصيب مما يفيض على روح ذلك
_________
١ في طبعة آل ثاني:"ومن"والتصويب من نسخة "الدرر السنية في الأجوبة النجدية":جـ ٩/ ٢٩٢.
٢ ما بين القوسين سقط من النسخ الخطية.
٣ في النسخ الخطية:"التمريخات".
قال في مفتاح السعادة ومصباح السيادة"لطاش كبري زاده: النيرنجات معرَّب نيرنك، وهو التمويه والتخييل، وهو إظهار غرائب الامتزاجات بين القوى الفاعلة والمنفعلة ... إلخ (١/ ٣٣٩)، طبعة المعارف العثمانية.
وقال صاحب"الكشكول":النيرنجيات: إظهار خواص الامتزاجات ونحوها. ونيرنج فارسي معرَّب، وأصله: نورنك، أي: لون جديد. والنيرنجيات ألحقها بعضهم بالسحر ... إلخ.
1 / 45