Taysir Matalib
تيسير المطالب في أمالي أبي طالب
Géneros
أما بعد: فإنكم إن لحقتم بي استشهدتم وإن تخلفتم عني لم تلحقوا النصر والسلام.
فلما وافى زبالة استقبله الطرماح الطائي الشاعر فقال له الحسين عليه السلام: من أين خرجت؟ قال: من الكوفة، قال: كيف وجدت أهل الكوفة؟ قال: يا ابن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك، فقال له الحسين عليه السلام: صدقت، الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون، فلما وافى كربلاء، قال: في أي موضع نحن؟ قالوا: بكربلاء، قال: كرب والله وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا ومهراق دمائنا، ثم أقبل في جوف الليل يتمثل ويقول:
يا دهر أف لك من خليل
من ميت وصاحب قتيل ... كم لك في الإشراق والأصيل
والدهر لا يقنع بالبديل
وكل حي سالك السبيل
فقالت أخته زينب: لعلك تخبرنا بأنك تقصد نفسك، فقال عليه السلام: لو ترك القطا لنام.
وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن محمد بن الحسن العقيقي، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا الحسن بن محمد الكوفي ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن رستم، عن زاذان.
Página 161