Taysir Matalib
تيسير المطالب في أمالي أبي طالب
Géneros
* وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم بن علي، قال: حدثني أبي عن أبيه، قال: حدثني بسطام بن قرة، عن عمرو بن ثابت قال: لما أراد الحسين بن علي عليه السلام الخروج إلى العراق خطب أصحابه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذه الدنيا قد تنكرت وأدبر معروفها فلم يبق إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى؛ ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا ينهى عنه ليرغب المرء في لقاء ربه، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا شقاوة.
فقام إليه زهير بن القين العجلي فقال: قد سمعت مقالتك هديت ولو كانت الدنيا باقية وكنا فيها مخلدين وكان في الخروج مواساتك ونصرتك لاخترنا الخروج منها معك على الإقامة فيها، فجزاه الحسين بن علي (عليهما السلام) خيرا، ثم قال (صلوات الله عليه):
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
وواسى الرجال الصالحين بنفسه
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم ... إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وفارق مثبورا وحارب مجرما
كفى بك داء أن تعيش وترغما
فلما نزل بستان بني عامر كتب إلى محمد أخيه وأهل بيته: من الحسين بن علي إلى محمد بن علي وأهل بيته:
Página 160