عائشة: ومن كان له فرط من أمتك. قال (١): ومن (١٨٦ \ ب) كان له فرط من أمتي يا موفقة. قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي ويشهد له قوله ﷺ في آخر خطبة خطبها: (إني فرطكم على الحوض)، يشير إلى أنه يتقدمهم ويسبقهم إلى الحوض، وينتظرهم عنده.
وفي حديث مرسل خرجه ابن أبي الدنيا: من مات ولم يقدم فرطا لم يدخل الجنة إلا تصريدا (٢) . فقيل: يا رسول الله، وما الفرط؟ قال: الولد (أ) (٣) وولد الولد. والأخ يؤاخيه في الله ﷿. فمن لم يكن له فرط، فأنا له فرط.
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة، في ذكر المنام الطويل عن النبي ﷺ: ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه، فجاءته أفراطه الصغار فثقلوا ميزانه.
وعن داود بن أبي هند (٤) قال: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس يدعون للحساب فقدمت إلى الميزان، فوضعت حسناتي في كفة وسيئاتي في كفة، فرجحت السيئات على الحسنات، فبينا أنا كذلك مغموم، إذ أتيت بشيء كالمنديل أو كالخرقة البيضاء، فوضعت في حسناتي (فرجحت على السيئات) (٥) فقيل لي: تدري ما هذا؟ قلت: لا. قال: سقط كان لك. قلت: إنه قد كانت لي صبية ابنة لي. فقيل لي: تيك ليست لك؛ لأنك كنت تتمنى موتها (٦) .
_________
(١) في الأصل: قال ومن قال ومن. وهو سهو من الناسخ.
(٢) التصريد: التقليل ترتيب القاموس٢ / ٨١٢.
(٣) ساقط من الأصل.
(٤) أبو بكر القشيري مولاهم البصري، ثقة متقن كان يهم بآخرة ت ١٤٠ تقريب / ٢٠٠.
(٥) ساقط من الأصل.
(٦) أخرجه عبد الرحمن بن أبي حاتم كما في التسلية / ١٢٧ وذكره ابن ناصر الدين في برد الأكباد / ١٩.
1 / 16