ومات قبل البلوغ (١)، وروى البيهقي بإسناده عن ابن شوذب (٢)، أن رجلا كان له ابن لم يبلغ الحلم، فأرسل إلى قومه: إن لي إليكم حاجة: إني أريد أن أدعو على ابني هذا أن يقبضه الله، وتؤمنون (٣) فسألوه عن ذلك، فأخبرهم أنه رأى في نومه كأن الناس جمعوا إلى القيامة، فأصاب الناس عطش شديد، فإذا الوالدان قد خرجوا من الجنة معهم الأباريق، فأبصرت ابن أخ لي فقلت: يا فلان اسقني. فقال: يا عم إنا لا نسقي إلا آباءنا. قال فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطا لي (٤) فدعا فأمنوا. فلم يلبث الغلام إلا يسيرا حتى مات (٥) .
وفي أكثر الأحاديث ذكر الثلاثة والاثنين. وفي بعضها وأظن لو قلنا وواحدا لقال: وواحدا. خرجه أحمد من حديث جابر (٦) .
وقد جاء ذكر الواحد في حديث، خرج الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا: من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا. فقال أبو ذر: قدمت اثنين. فقال: واثنين. فقال أبي بن كعب: قدمت واحدا. قال: وواحدا، ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى. وفي الترمذي عن ابن عباس، عن النبي ﷺ: من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما (٧) الجنة. فقالت
_________
(١) ذكرها ابن ناصر الدين في برد الأكباد / ٢٩.
(٢) أبو عبد الرحمن عبد الله الخرساني. صدوق عابد ت ١٥٦ تقريب / ٣٠٨.
(٣) أي على دعائه.
(٤) يقال: افترط ولدا أي مات ولده قبل الحلم. ترتيب القاموس ٣ / ٤٧٥.
(٥) ذكره ابن ناصر الدين في برد الأكباد / ٢٨ إلا أنه نسب القصة إلى ابن شوذب نفسه. وليس هذا من هدي النبي ﷺ ولا صحابته ولا التابعين ومن سلف من صلحاء الأمة بل ورد النهي عن الدعاء على الأولاد والتحذير منه.
(٦) المسند ١٩ / ١٣٩ قال الهيثمي: ورجاله ثقات المجمع ٣ / ٧.
(٧) في الأصل: بهم.
1 / 15