وقال الفرزدق:
يفيش ابن حمراء العجان كأنه خصي براذين تقاعس في الوحل
فأما قوله: برئت إليك من الخصاء، فإنه مصدر على: فعال، بمنزلة ما كان من عيوب الدواب؛ كالعثار والنفاء والشماس والحران والجماح، ولذلك يتبرأ منه البائع إلى المبتاع.
وفي الحديث: أنه نهى عن الخصاء.
وأما قوله:/نعشته، فأنا أنعشه؛ فمعناه: رفعته من صرعته، وذلك إذا صرع ببدنه، فوقع على الأرض، أو سقط جاهه، أو ظلمه ظالم فنصرته، أو عثر فأخذت بيده أو زل في كلامه فأعنته، أو افتقرا فأغنيته أو آسيته، ففي كل ذلك قد نعشته أي رفعته، وأنت ناعشه، وهو منعوش نعشا. ومستقبل فعله: أنعشه، بفتح حرف المضارعة، وكل ذلك دليل على أن نعشته، بغير ألف. والعامة تقوله بالألف أنعشته وهو خطأ، ومنه قول الشاعر:
إذا ما نغشناه على الرحل ينثني مساليه عنه من وراء ومقدم
ولهذا سمي سرير الميت: نعشًا؛ لأنه يرفع عليه.
وأما قوله: حرمت الرجل عطاءه، فمعناه: منعته، مأخوذ من الحرمان. يقال ذلك بغير ألف. والعامة تقول: أحرمته بألف. وقد رويت فيه لغتان؛ وأكثرهما حذف الألف. ومنه قول الله ﷿: (لِّلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ). فالمحروم على بناء مفعول، ولا يكون كذلك من أحرمت بالألف. والحرمان أيضًا مصدر على فِعلان. ولا يكون ذلك من أحرمت. وقد قال الشاعر للضرورة:
1 / 83