ونبئتُها أحرَمَتْ قومَها لتنكح في معشرٍ آخرينا
هكذا الرواية. فلو قال: حرمت بغير ألف لكان البيت مستقيمًا، وإن كان فيه زحاف.
وأما قوله: حللت من إحرامي، فمعناه صرت حلالًا، وهو الذي خرج من إحرام الحج فحل له كل شيء. والعامة تقول فيه:/أحللت من إحرامي، بألف، كما تقول أحرمت للحج، بألف، وهي لغة مروية عن العرب، ويحتج في ذلك بقول زهير:
تتركن القنان عن يمين وحزنه ومن بالقنان من محل ومحرم
وقد اختلف في تفسير هذا البيت؛ فزعم قوم أن المحل الذي لا يرى للحرم حرمة، فمن قال: حللت، فإنما بناه على بناء ضده، وهو قولهم: منعت. وحجته قول الله ﷿: (لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ ولا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)، بفتح الياء. ومن قال أحللت فعلى معنى أبحت.
وأما قوله: حزنني الأمر يحزنني، فالعامة تقوله بألف: أحزنني، وهو لي محزن. ولا تكاد العرب تقول الفاعل منه: حازن. وهما لغتان معروفتان قد تداخلتا؛ ويقولون للمفعول: هو حزين ومحزون، وهو على معنى فاعل ومفعول. ولا يكادون يقولون للمفعول: مُحزَن. وزعم الخليل أنهما لغتان، وأنهم إذا أظهروا الصوت أو الأمر قالوا:
1 / 84