Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
بشر فهو خسران ، وإن سكت فإما عن شر فربح ، وإما عن خير فخسران ، فله في كلامه وسكوته ربحان ينبغي تحصيلهما ، وخسرانان ينبغي التخلص منهما ، أفاد ذلك إبراهيم الشبرخيتي . ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : العافية عشرة أجزاء تسعة في الصمت ) أي السكوت عما لا ثواب فيه ( والعاشر في العزلة عن الناس ) رواه الديلمي عن ابن عباس ، أي وذلك إذا استغنى عنهم واستغنوا عنه ، وإلا فمتى دعاه الشرع إلى الخلطة بهم للتعلم أو التعليم فلا خير في البعد عنهم ، وبهذا يجمع بين الأدلة الدالة على طلب العزلة ، والأدلة الدالة على طلب الخلطة . قال المناوي : فينبغي للعاقل أن يختار العافية ، فمن عجز واضطر إلى الخلطة لطلب المعيشة ، فيلزم الصمت كذا في السراج المنير . وفي لفظ والجزء العاشر في ترك مجالسة السفهاء . ( وقال صلى الله عليه وسلم : لكل شيء نجاسة ونجاسة اللسان البذاءة ) أي الفحش في المنطق وإن كان كلاما صدقا ، وفي رواية للطبراني عن ابن عمر من كثر كلامه كثر سقطه بفتح القاف ، أي خطؤه في القول ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ، أي وذلك لأن السقط ما لا نفع فيه ، فإن كان لغوا لا إثم فيه حوسب على تضييع عمره وصرفه عن الذكر إلى الهذيان ، ومن نوقش الحساب عذب . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صمت ) أي سكت عن النطق بما لا ثواب له ( نجا ) أي من العقاب والعتاب يوم المآب ( وقال صلى الله عليه وسلم : سكوت العالم شين ) أي عيب ( وكلامه زين وكلام الجاهل شين وسكوته زين ) قال لقمان لابنه : لو كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب ، ومعناه كما قال ابن المبارك : لو كان الكلام في طاعة الله من فضة كان السكوت عن معصية الله من ذهب ، وما أحسن قول بعضهم من بحر المتقارب : | إذا ما اضطررت إلى كلمة | فدعها وباب السكوت اقصد | فلو كان نطقك من فضة | لكان سكوتك من عسجد | قال إبراهيم العتكي نظما من بحر البسيط : | قالوا سكوتك حرمان فقلت لهم | ما قدر الله يأتيني بلا نصب | ولو يكون كلامي حين أنشره | من اللجين لكان الصمت من ذهب | وهذا صريح في أن الكف عن المعصية أفضل من عمل الطاعة ، وفي أن الصمت أفضل من الكلام ، لكن ذهب جماعة من السلف إلى تفضيل الكلام ، لأن نفعه متعد ، وعلى هذا فقول الخير خير من الصمت ، والصمت خير من قول الشر أفاد ذلك الشبرخيتي ( وقال صلى الله عليه وسلم : أصل الإيمان السكوت إلا عن ذكر الله تعالى ) والصمت قفل الفم كما قاله عمر رضي الله عنه ، ولذا قيل من بحر الطويل : | وكم فاتح أبواب شر لنفسه | إذا لم يكن قفل على فيه مقفل | ( وقال صلى الله عليه وسلم : الصمت زين للعالم ) أي لما فيه من الوقار المناسب لحق العلم ( وستر للجاهل ) أي لأن المرء جهله مستور ما لم يتكلم رواه أبو الشيخ عن محرز بن زهير الأسلمي ( وقال صلى الله عليه وسلم : كم من كلمة سلبت نعمة وكم من كلمة جلبت نقمة ) وقال بعضهم : عفة اللسان صمته ، فإن اللسان سبع ضار ، فإن لم توثقه عدا عليك ، وروي أن رجلا سئل في مرض موته فقيل له : أوصني فقال : إن شئت جمعت لك علم العلماء وحكم الحكماء وطب الأطباء في ثلاث كلمات ، أما علم العلماء فإذا سئلت عما لا تعلم ، فقل لا أعلم . وأما حكم الحكماء فإذا كنت جليس قوم ، فكن أسكتهم ، فإن أصابوا كنت من جملتهم ، وإن أخطؤوا سلمت من خطئهم . وأما طب الأطباء فإذا أكلت طعاما فلا تقم إلا ونفسك تشتهيه ، فإنه لا يلم بجسدك غير مرض الموت كذا في الفتوحات الوهبية للشبرخيتي ( وقال صلى الله عليه وسلم : من أخرس لسانه لم يستحق أحد مهماته ) وقد قيل : الصمت منام اللسان والتكلم يقظته ، والمرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه ( وقال صلى الله عليه وسلم : الحكمة ) وهي استعمال النفس الإنسانية باقتباس النظريات على الأفعال الفاضلة بقدر الطاقة ( عشرة أجزاء تسعة منها في العزلة وواحد في الصمت ) رواه ابن عدي وابن لال عن أبي هريرة بإسناد واه . فينبغي للسالك تجنب العشرة سيما لغير الجنس ، أفاد ذلك العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : الصمت حكم ) أي هو حكمة أي نافع يمنع من الجهل والسفه ( وقليل فاعله ) أي قل من يصمت عما لا فائدة فيه ، ويمنع نفسه عن النطق بما يشينه رواه القضاعي عن أنس بن مالك والديلمي عن عمر بإسناد ضعيف قال بعضهم من بحر الخفيف : | يا كثير الفضول قصر قليلا | قد فرشت الفضول عرضا وطولا | قد أخذت من القبيح بحظ | فاسكت الآن إن أردت جميلا |
1 ( الباب الرابع والثلاثون في فضيلة الإقلال من الأكل والنوم والراحة
) 1
وفي الخبر أن الأكل على الشبع يورث البرص ( قال النبي صلى الله عليه
Página 65