Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
ولا فسادا والعاقبة للمتقين } [ القصص : 38 ] والتواضع إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه . وقيل : هو تعظيم من فوقه لفضله . وقيل : هو الاستسلام للحق وترك الاعتراض على الحكم من الحاكم . وقيل : هو أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله صغيرا أو كبيرا شريفا أو ضعيفا حرا أو عبدا ذكرا أو غيره نظرا للقول لا للقائل ، فهو إنما يتواضع للحق وينقاد له . وقيل : هو أن لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا يفضل بهما غيره ، ولا يرى أن في الخلق من هو شر منه كذا في السراج المنير للعزيزي ( قال النبي : من تواضع لله ) أي لأجل عظمة الله ( رفعه الله ) أي في الدنيا والآخرة ( ومن تكبر وضعه الله ) رواه ابن منده وأبو نعيم . وفي رواية لأبي نعيم من تواضع لله رفعه الله ، فهو في نفسه ضعيف ، وفي أنفس الناس عظيم ، ومن تكبر وضعه الله فهو في أعين الناس صغير ، وفي نفسه كبير حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير ، وعن أبي سلمة المدني عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا بقباء ، وكان صائما فأتيناه عند إفطاره بقدح من لبن وجعلنا فيه شيئا من عسل ، فلما رفعه وذاقه وجد حلاوة العسل فقال : ما هذا ؟ قلنا : يا رسول الله جعلنا فيه شيئا من عسل فوضعه وقال : أما أني لا أحرمه ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ومن اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله كذا في الإحياء ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان : سلسلة في السماء السابعة وسلسلة في الأرض السابعة ، فإذا تواضع رفعه الله بالسلسلة إلى السماء السابعة وإذا تجبر ) أي تكبر ( وضعه الله بالسلسلة إلى الأرض السابعة ) رواه الخرائطي والحسن بن سفيان وابن لال والديلمي ، وفي رواية للطبراني عن ابن عباس وللبزار عن أبي هريرة بإسناد حسن ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك ، فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته ، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته ، فقوله ما من آدمي من زائدة قوله إلا في نسخة إلا وفي ، أي بالواو التي للحال قوله حكمة بفتح الحاء والكاف ، وهي حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه من مخالفة راكبه ، ولما كانت الحكمة تأخذ بفم الدابة ، وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه كما تمنع الحكمة الدابة قوله بيد ملك ، أي موكل بالآدمي قوله فإذا تواضع ، أي للحق والخلق قوله قيل للملك ، أي من قبل الله قوله ارفع حكمته ، أي قدره ومنزلته قوله ، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته كناية عن إذلاله ، فإن من صفة الذليل أن ينكس رأسه ، فثمرة التكبر في الدنيا الذلة بين الخلق ، وفي الآخرة دخول النار . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم المتواضعين ) وفي الإحياء بعد ذلك من أمتي ( فتواضعوا لهم وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم ) وفي الإحياء بعد ذلك ، فإن ذلك مذلة لهم وصغار قال ابن حجر : هذا حديث غريب ، وهو ما انفرد راويه بروايته ( وقال صلى الله عليه وسلم : تواضعوا مع المتواضعين ، فإن التواضع مع المتواضعين صدقة وتكبروا مع المتكبرين ، فإن التكبر مع المتكبرين صدقة ، وقال عليه الصلاة والسلام ته ) بكسر فسكون ( على التياه ) أي تكبر على المتكبر ( فإن التيه ) أي التكبر ( على التياه ) أي المتكبر ( صدقة ) أي مثل صدقة ( وقال صلى الله عليه وسلم : رأس التواضع أن يبتدىء بالسلام على من لقيه من المسلمين في المجالس . وقال صلى الله عليه وسلم : التواضع معاند الشرف ) وخرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) وقيل التواضع سلم الشرف ( وقال صلى الله عليه وسلم : الكرم التقوى والشرف التواضع ) أراد صلى الله عليه وسلم بذلك أن الناس متساوون ، وأن أحسابهم إنما هي بأفعالهم لا بأنسابهم ، كذا نقله العزيزي عن المناوي ( واليقين الغنى ) أي لأن من تيقن أن له رزقا قدر له لا يتخطاه استغنى عن الجد في الطلب رواه ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير وهو حديث ضعيف ( وقال صلى الله عليه وسلم : كل ذي نعمة محسود صاحبها إلا التواضع . وقال صلى الله عليه وسلم : التواضع من أخلاق الأنبياء والتكبر من أخلاق الكفار والفراعنة ) أي العتاة ( وقال صلى الله عليه وسلم : من تكبر على الفقراء لعنه الله ومن تكبر على العلماء أخزاه الله ) وفي الإحياء قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما : ( ما لي لا أرى عليكم حلاوة العبادة ) ؟ قالوا : وما حلاوة العيادة ؟ قال : ( التواضع ) اه . وقال ابن حجر هذا حديث غريب . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل العبادة التواضع ) كذا في المستطرف لكن قال ابن حجر في الزواجر هذا قول عائشة رضي الله عنها اه . |
1 ( الباب الثالث والثلاثون في فضيلة السكوت ) 1
اعلم أن الإنسان إما أن يتكلم أو يسكت ، فإن تكلم فإما بخير فهو ربح أو
Página 64