Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
: العاق لوالديه والتارك لسنتي ، ومن لم يصل علي إذا ذكرت بين يديه كذا في الجوهر المنظم ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : رضا الرب في رضا الوالد ) أي الأصل وإن علا ( وسخط الله في سخط الوالد ) أو قال صلى الله عليه وسلم : ( الوالدين ) في الموضعين وهو شك من الراوي رواه ابن حبان والحاكم وصححاه ورجح الترمذي أنه موقوف ، وفي رواية رضا الرب في رضا الوالد أي الأصل ، وإن علا ، وسخط الرب في سخط الولد ، أي الذي لا يخالف الشرع رواه الترمذي والحاكم عن ابن عمرو بن العاص والبزار عن ابن عمر بن الخطاب وهو حديث صحيح . وهذا وعيد شديد يفيد أن العقوق كبيرة ، وعلم من ذلك بالأولى أن الأم كذلك ، وفي رواية الطبراني عن ابن عمرو رضا الرب في رضا الوالدين ، أي الأصلين وإن علموا سخطه في سخطهما ( وقال عليه الصلاة والسلام : بروا آباءكم ) أي وأمهاتكم ( تبركم أبناؤكم ) أي وبناتكم وكما تدين تدان ( وعفوا ) بكسر العين أي عن نساء الناس فلا تتعرضوا لهن بالزنى ( تعف نساؤكم ) أي عن الرجال أي عن الزنى بهم رواه الطبراني عن ابن عمر بإسناد حسن . قال البرماوي : مضارع المضاعف اللازم الكسر والمتعدي الضم ، وما سمع من المضموم في الأول نادر وما سمع من المكسور في الثاني نادر ، فيحفظ في كل منهما ولا يقاس عليه ( وقال عليه الصلاة والسلام : من أصبح وله أبوان راضيان عنه أو أحدهما فتحت له أبواب الجنة ومن أمسى وله أبوان ساخطان عليه أو أحدهما فتحت له أبواب جهنم ) وفي رواية لابن عساكر عن ابن عباس : من أصبح مطيعا لله في والديه ، أي أصليه المسلمين أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد أي إن كان المطاع من الوالدين واحدا فالمفتوح باب واحد قال المناوي ، وفي هذا الحديث إشارة أن طاعة الوالدين لم تكن مستقلة ، بل هي طاعة الله وكذا العصيان والأذى ( وقال عليه الصلاة والسلام : إذا كنت في الصلاة ) أي النافلة ( فدعاك أبوك فأجبه وإن دعتك أمك فأجبها ) أي فإن إجابة الوالدين في النفل أفضل من عدمها إن شق عليهما عدمها ، وتحرم إجابة الوالدين في الفرض ، وتبطل الصلاة بها مطلقا ، أي سواء كانت في الفرض أو في النفل ( وقال عليه الصلاة والسلام : من آذى والديه أو آذى أحدهما يدخل النار ) وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يسمى علقمة ، وكان كثير الاجتهاد عظيم الصدقة ، فمرض يوما مرضا شديدا واشتد مرضه ، فبعثت زوجته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن زوجي في نزع روحه ، فأردت أن أعلمك بحاله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( انطلقوا بنا إليه قال : فلما دخلوا عليه قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا علقمة كيف ترى حالك فلم ينطق ، فعلم أنه هالك فلقنه النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة فلم ينطق بها ، فكرر عليه مرارا فلم ينطق ، فعلم أنه هالك فقال صلى الله عليه وسلم : أله أب ؟ فقالوا له : يارسول الله إن أباه قد مات ، وإن له أما كبيرة السن فدعا بها النبي صلى الله عليه وسلم فأتوا بها إليه صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : يا أم علقمة كيف كان حال علقمة ؟ فقالت : يا رسول الله كان يصوم ويتصدق ويصلي ، وكان فاعلا للخير ، لكني ساخطة عليه لأنه كان يؤثر زوجته على أمه . فقال صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه : انطلق واجمع حطبا حتى أحرقه بالنار فقالت : يا رسول الله لا تفعل بولدي وثمرة فؤادي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فعذاب الله أشد إن الله تعالى لم يرض إلا برضاك ، ولا يقبل صلاته وصيامه وصدقته ما دمت ساخطة عليه ، فقالت : يا رسول الله أشهد الله وأشهدك أني قد رضيت عليه . فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى علقمة ولقنه الشهادة فنطق بها ومات ساعته ، قال أنس : غسلوه وصلوا عليه ودفنوه فقام النبي صلى الله عليه وسلم على شفير قبره وقال : ( يا معاشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على والدته لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، فالصرف هو النافلة ، والعدل هو الفريضة ) ، كذا في الجواهر للسمرقندي ( وقال عليه الصلاة والسلام : حكاية عن الله تعالى قل للبار لوالديه اعمل ما شئت فإن الله يغفر لك ) وروى مسلم وغيره لا يجزي الولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من عبد صلى الفريضة ودعا لوالديه بالمغفرة إلا استجاب الله دعاءه ، وغفر له ببركة دعائه لهما ، ولو كانا فاسقين ) كذا في رياض الصالحين ( وقال صلى الله عليه وسلم : بر الوالدين ) بكسر الباء الموحدة أي الإحسان إليهما قولا وفعلا ( كفارة للكبائر ) وفي حديث الديلمي وغيره عن الحسن بن علي رضي الله عنهما بر الوالدين يجزي عن الجهاد ، أي ينوب ويقوم مقامه . قال المناوي وهذا ورد جوابا لسائل اقتضى حاله ذلك ، وإلا فالجهاد أعلى ، وفي رواية لابن عدي عن أبي هريرة بر الوالدين يزيد في العمر ، أي يبارك في عمر البار بأن يمضي في الطاعات أو بالنسبة لما في صحف الملائكة ( وقال عليه الصلاة والسلام : من وضع طعاما طيبا في بيته وأكله دون والديه حرمه الله تعالى لذيذ طعام الجنة وقال عليه الصلاة والسلام : ( من بات شبعانا ريانا وأحد والديه جوعان أو عطشان حشره الله يوم ; لقيامة جوعانا وعطشانا ولم يستح الله تعالى من عذابه يوم ; لقيامة ) وفي الأحياء قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ) اه . ( وقال عليه الصلاة والسلام : من رفع يده ليضرب أحد والديه غلت يده يوم القيامة إلى عنقه مشلولة قالوا يا رسول الله وإن ضربهما قال : تقطع يده قبل أن يجوز على الصراط وتضربه الملائكة ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من رجل مات ووالداه غير راضيين عليه إلا أخرج الله روحه على غير الشهادة ، ولا يخرج من قبره إلا وعلى وجهه مكتوب هذا جزاء من عصى الله تعالى ، هذا جزاء من عق والديه ) وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم أنا وجماعة من الصحابة إذ أتاه رجل فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقلنا له : وعليك السلام ، فقال : يا رسول الله إن عبد الله بن سلام يدعوك ليودعك ، وإنه مريض وعلى خروج من الدنيا ، فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم استوى قائما ، ثم قال لهم : قوموا بنا نزور أخانا عبد الله ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ومن معه من أصحابه حتى أتوا إلى منزله فاستأذنوا عليه ، فأذن لهم في الدخول فوجدوه في غمرات الموت ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال : ( يا عبد الله قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فقالها في أذنه ثلاثا فلم يقلها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم امض يا بلال إلى امرأته واسألها ما كان يعمل زوجها في الدنيا وما كان شغله ؟ ) فسألها فقالت له : يا بلال وحق رسول الله ما أعرف من يوم تزوجني أنه ترك الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مضى عليه يوم إلا تصدق فيه بشيء لوجه الله تعالى ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الأمر لعجيب اسألها يا بلال هل له والدة ؟ ) فقالت : يا رسول الله إنها غضبانة عليه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال امض لوالدته ) فمضى إليها وقال أجيبي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : وما ذلك ؟ فقال : يصلح بينك وبين ولدك عبد الله ، وإنه على خروج من الدنيا . فقالت وحق رسول الله لا أمضي ولا أجعلنه في حل مما آذاني لا دنيا ولا أخرى ، ثم إنها امتنعت فأتى بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عمر ويا علي اذهبا ، فأتيا بها ) فذهبا إليها ، فلما دخلا عليها قالا لها : أيتها العجوز إن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوك فقالت : وما يريد مني فهل له من حاجة ؟ فقالا لها : لا بد أن تمشي معنا ، فمشت معهما حتى أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيتها العجوز انظري إلى ولدك وما هو عليه ) ، فلما نظرت إليه قالت يا ولدي لا أجعلك اليوم في حل من حقي لا في الدنيا ولا في الآخرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيتها العجوز خافي الله عز وجل واجعليه في حل ) فقالت : يا رسول الله كيف أجعله في حل وهو قذرني وضربني وطردني من بيته لأجل امرأته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعليه في حل ) فقالت العجوز أشهدك يا رسول الله أنت ومن معك أني جعلته في حل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عبد الله : قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ) فرفع صوته بالشهادة ثم توفي على ذلك رضي الله عنه ، فلما صلينا عليه ودفناه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معاشر المسلمين ألا من كان له والدة ولم يبرها خرج من الدنيا على غير شهادة ) كذا في رياض الصالحين للعارف بالله يحيى النووي . |
1 ( الباب الحادي والثلاثون في فضيلة تربية الأولاد ) 1
قال أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( الغلام يعق عنه يوم
Página 61