رب العالمين
_________
﴿رب العالمين﴾ الرب بمعنى الملك، كما يقال: رب الدار، رب الشيء، أي: مالكه، ويكون بمعنى١ التربية والإصلاح٢ يقال: رب فلان الضيعة يربها إذا أصلحها، فالله ﷾ مالك العالمين ومربيهم ومصلحهم ولا يقال: الرب للمخلوق معرفًا، بل يقال: رب الشيء مضافًا، والعالمين جمع عالم٣ لا واحد له من لفظه٤ وهو اسم لكل، موجود سوى الله تعالى٥ فيدخل فيه جميع الخلق، قال ابن عباس٦ ﵄: " هم الجن والإنس المكلفون بالخطاب٧ "، وقيل:
_________
(١) كلمة: (بمعنى) سقطت من «الأصل»، وهي مثبتة في كل النسخ.
(٢) انظر: «تفسير البغوي»: (١/ ٣٩)، وانظر: «لسان العرب»: (١/ ٣٩٩)، مادة: «ريب»، و«القاموس المحيط»: (ص ١١١)، مادة: «ريب» .
(٣) كلمة: (عالم) سقطت من «ع» .
(٤) انظر: «لسان العرب»: (١٢/ ٤٢١)، مادة: «علم»، وقد علله بقوله: (لأن عالما جمع أشياء مختلفة، فإن جعل عالم لواحد منها صار جمعا لأشياء متفقة) .
(٥) هذا القول ذكره القرطبي: (١/ ١٣٨)، والشوكاني: (١/ ٢١) في تفسيريهما، عن قتادة، وقال في «القاموس» (ص ١٤٧٢): (العالم: الخلق كله أو ما حواه بطن الفلك) .
(٦) هو: عبد الله بن عباس، الصحابي الجليل، حبر الأمة، دعا له النبي ﷺ بأن +يفقه الله ويعلمه التأويل، قال ابن مسعود عنه: (نعم ترجمان القرآن ابن عباس)، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وتوفي سنة ٦٨هـ. انظر ترجمته في: «صفة الصفوة»: (١/ ٧٤٦-٧٥٨)، «الإصابة»: (٦/ ١٣٠-١٤٠، ت ٤٧٧٢)، «تذكرة الحفاظ»: (١/ ٤٠-٤١) .
(٧) «تفسير القرطبي»: (١/ ١٣٨)، «تفسير البغوي»: (١/ ٤٠)، «تفسير السيوطي»: (١/ ١٣)، و«تفسير الشوكاني»: (١/ ٢١) . قال الأزهري: (الدليل على صحة قول ابن عباس قوله ﷿: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وليس النبي ﷺ نذيرا للبهائم ولا للملائكة، وهم كلهم خلق الله، وإنما بعث محمد ﷺ نذيرا للجن والإنس) .
انظر: «لسان العرب»: (١٢/ ٤٢١)، مادة: «علم» .
1 / 11